responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 10  صفحه : 32
وهناك روايات أخرى عن هذا الحادث وعن الحارث ذكرتها في الفصول السابقة[1].
وصارت الرئاسة إلى قيس بعد مقتل والده "زهير بن جذيمة العبسي"، ويصفة الأخباريون بجودة الرأي وبحسن التجارب، ويقولون: إنه لذلك عرف بـ"قيس الرأي"، ويذكرون له في ذلك أقوالًا وحكمًا ونصائح، ويروون طائفة من ذلك، ولا سيما مما قاله في مناسبات حرب داحس والغبراء.
ويذكر أهل الأخبار أن قيس بن زهير بن جذيمة العبسي، كان قد سار إلى المدينة ليتجهز لقتال عامر، والأخذ بثأر أبيه، فأتى "أحيحة بن الجُلاح" ليشتري منه درعًا موضونة، فقال له: لا أبيعها، ولولا أن تذمني بنو عامر لوهبتها منك، ولكن خذها بابن لبون. ففعل ذلك، وأخذ الدرع، ووهبه أحيحة أدراعًا، وعاد قيس إلى قومه، فاجتاز بالربيع بن زياد العبسي، فدعاه إلى مساعدته على الأخذ بثأره، فأجابه إلى ذلك. فلما أراد فراقه، نظر إلى عيبته فقال: ما في حقيبتك؟ قال: متاع عجيب، لو أبصرته لراعك، وأناخ راحلته، وأخرج الدرع، فأخذها ومنعها من قيس، ولم يعطه إياها، وترددت الرسل بينهما. فلما طالت الأيام على ذلك، سيّر قيس أهله إلى مكة، فأغار قيس على نعم الربيع، واستاق منها أربعمائة بعير، وسار بها إلى مكة وباعها إلى عبد الله بن جدعان واشترى بها خيلًا، وتبعه الربيع فلم يلحقه، فكان فيما اشترى من الخيل داحس والغبراء[2].
وقد اقترن اسم قيس بهذه الحرب الشهيرة التي يتناقل الناس قصصها الطريفة حتى اليوم، وهي حرب ثارت بين عبس وذبيان بسبب اختلاف على سباق خيل كان قد تراهن عليه حذيفة بن بدر بن فزارة سيد ذبيان وقيس بن زهير، اشتركت فيه خيار خيل قيس وحذيفة وفي مقدمتها داحس والغبراء والخطار والحنفاء. وقد ادعى كل واحد من المتنافسين أن فرسه كان السابق، وأنه هو الكاسب للرهان في قصص طويل يتخلله شعر وكلام وجواب. وانتهى النزاع إلى ما ينتهي إليه

[1] ابن الأثير "1/ 229 وما بعدها"، الأغاني "8/ 10"، مجمع الأمثال "2/ 268"، العقد الفريد "6/ 7 وما بعدها".
[2] ابن الأثير، الكامل "1/ 343 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 10  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست