نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 10 صفحه : 117
يومها وليلتها واتبعهم سرعان بكر بن وائل[1].
وقد أشركوا أصنامهم معهم في الحروب، أشركوها معهم لتمنّ عليهم بالنصر والتأييد. وقد سقطت أصنام القبائل العربية أسيرة بأيدي الآشورين، وكانوا قد حملوها معهم للتبرك بها ولاكتساب النصر، فأسرها الآشوريون. واضطر الأعراب على مراجعتهم لإعادتها إليهم. وفي يوم "الزورين"، وهو لبكر على تميم، أخذت تميم بعيرين مجللين، فعقلوهما، وقالوا: هذان زورانا، أي: إلهانا لن نفر حتى يفرا، وهزمت تميم ذلك اليوم، وأخذ البكران، فنحر أحدهما وترك الآخر يضرب في شولهم[2]. وذكر أن "الزور" كل ما يعبد من دون الله، كالزون. والزون الصنم[3].
والفرسان هم آلة الحرب الحاسمة للحروب، وعليهم يقع معظم ثقل المعارك. وقد كانت معظم معارك الجاهلية معارك فرسان، يكون المحاربون الآخرون فيها وكأنهم متفرجون، يساهمون في المعركة بأصوات التشجيع والحث على الاستماتة في القتال. وقد يدخل القائد نفسه المعركة ليقاتل خصمه. وللفارس بالطبع منزلة كبيرة في نفوس قومه؛ لأنه هو المدافع والمهاجم والآخذ بالثأر.
وقد حفظت كتب الأخبار أسماء جماعة من فرسان الجاهلية وشجعانها ممن كان لهم شأن يذكر في الشجاعة في تلك الأيام، من هؤلاء: ربيعة بن مكدّم من بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة، وكان كما يقول أهل الأخبار: يعقر على قبره في الجاهلية, ولم يعقر على قبر أحد غيره[4]. فعلوا ذلك تكريمًا لشأنه وتعظيمًا له. وقد ذكر قبره وعقر الناس عليه في شعر بعض الشعراء[5].
ومن بقية فرسان العرب في الجاهلية: عنترة الفوارس، وعتيبة بن الحارث بن شهاب، وأبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة، وزيد الخيل، وبسطام بن قيس، وأحيمر السعدي، وعامر بن الطفيل، وعمرو بن عبد ود، وعمرو [1] بلوغ الأرب "2/ 148". [2] تاج العروس "3/ 245"، "زاد"، "بكرين مجللين". [3] المصدر نفسه، "9/ 229"، "زون". [4] العقد الفريد "1/ 136". [5] المصدر نفسه، بلوغ الأرب "2/ 125".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 10 صفحه : 117