نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 41
ولد فيها إبراهيم، والجاهلية الأخرى التي ولد فيها محمد"[1]. وقيل "الجاهلية الأولى بين عيسى ومحمد"[2]، وقد أدى اختلافهم في مفهوم هذه الآية إلى تصور وجود جاهليتين جاهلية قديمة، وجاهلية أخرى هي التي كانت عند ولادة الرسول[3].
واختلف العلماء في تحديد مبدأ الجاهلية، أو العصر الجاهلي؛ فذهب بعضهم إلى أن الجاهلية كانت فيما بين نوح وإدريس[4]. وذهب آخرون إلى أنها كانت بين آدم ونوح، أو أنها بين موسى وعيسى، أو الفترة التي كانت ما بين عيسى ومحمد[5]. وأما منتهاها، فظهور الرسول ونزول الوحي عند الأكثرين، أو فتح مكة عند جماعة[6]. وذهب ابن خالوية إلى أن هذه اللفظة أطلقت في الإسلام على الزمن الذي كان قبل البعثة[7].
والذي يفهم خاصة من كتب الحديث أن أصحاب الرسول كانوا يعنون بـ "الجاهلية" الزمان الذي عاشوا فيه قبل الإسلام، وقبل نزول الوحي؛ فكانوا يسألون الرسول عن أحكامها، وعن موقفهم منها بعد إسلامهم، وعن العهود التي قطعوها على أنفسهم في ذلك العهد، وقد أقر الرسول بعضها، ونهى عن بعض آخر[8]، وذلك يدل على أن هذا المعنى كان قد تخصص منذ ذلك الحين، [1] طبقات ابن سعد "8/ 143، 145". [2] بلوغ الأرب "1/ 17"، مفتاح كنوز السنة "تأليف فنستك" ص109.
3 "وليس المعنى أن ثم جاهلية أخرى، وقد أوقع لفظ الجاهلية على تلك المدة التي قبل الإسلام كما لا يخفى" بلوغ الأرب "1/ 18". [4] تأريخ الطبري "1/ 83"، الأساطير العربية قبل الإسلام ص2. [5] بلوغ الأرب "1/ 16 فما بعدها"، "والفترة ما بين كل نبيين. وفي الصحاح: ما بين كل رسولين من رسل الله عز وجل من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة، وفي الحديث فترة ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام"، لسان العرب "13/ 137". [6] بلوغ الأرب "1/ 16 فما بعدها". [7] بلوغ الأرب "1/ 15"، المزهر 176 وفي "كتاب ليس" لابن خالويه: أن لفظ الجاهلية اسم حدث في الإسلام للزمن الذي كان قبل البعثة". [8] صحيح مسلم "1/ 79"، صحيح البخاري ك 24 ب24، ك34 ب100، ك49 ب12، ك78 ب16، ك88 ب1، ك 33 ب5، 15، ك 64، ب54، "قال صلى الله عليه وسلم: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة، بلوغ الآرب "1/ 17"، مسند أحمد بن حنبل "2/ 11، 103، 187"، "3/ 425"، مفتاح كنوز السنة ص108.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 41