نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 346
وهي لا تشير إلى أبناء "لود" أو "لاوذ" كما يقول له الأخباريون[1].
و"عمليق" جدّ العمالقة، هو شقيق طسم. ويذكرون أنهم كانوا أُمَمًا كثيرة، تفرقت في البلاد، فكان منهم أهل عمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل مصر. ويعرف أهل عمان والبحرين بـ "جاسم"، وجاسم هم من نسل عمليق على زعم أهل الأخبار. وكان من العمالقة أهل المدينة، ومنهم "بنو هف" و "سعد بن هزان" و "بنو مطر" و "بنو الأزرق". وكذلك سكان نجد، ومنهم بديل وراحل وغفار، وكذلك أهل تيماء[2].
وكان ملكهم "الأرقم"، وهو من العمالقة[3]. وهو من معاصري "موسى" على رواية الهمداني. وقد أرسل "موسى" عليه جندًا لمقاتلته ففتك بأتباعه أهل تمياء وببقية عمالقة الحجاز4
ويذكر بعض أهل الأخبار أن "العماليق" لحقت بصنعاء قبل أن تُسمّى صنعاء، ثم انحدر بعضهم إلى يثرب، فأخرجوا منها "عبيلًا"، وسكنوا في ديارهم، وذهبت "عبيل" إلى موضع "الجُحْفَة"، فأقبل السيل فاجتحفهم، فذهب بهم، فسميت الجحفة[5]. وذكروا أن "موسى" أرسل جيشًا لحرب عماليق يثرب[6]، ولم نجد في التوراة ذكرًا لمثل هذا الجيش، أو الحرب.
والعمالقة الذين نتحدث عنهم، هم عرب صُرحاء، من أقدم العرب زمانًا, لسانهم اللسان المُضَري الذي هو لسان كل العرب البائدة على حدّ قول أهل الأخبار[7]. بل زعم بعضهم أن عمليقًا, وهو أبو العمالقة، أول من تكلم بالعربية حين ظعنوا من بابل، فكان يقال لهم ولجرهم "العرب العاربة"[8].
ويظهر من فحص هذا المروي في كتب الأخباريين عن العمالقة ونقده أنه مأخوذ من منابع يهودية، فقد ذُكر العمالقة في التوراة، وقد كانوا أول شعب [1] قاموس الكتاب المقدس "2/ 112 فما بعدها"،
Hastings, P. 24, The Uni. Jew. Enc. Vol. I. p. 218. [2] الطبري "1/ 203" "دار المعارف". [3] الطبري "1/ 203".
4 الإكليل"1/ 74 وما بعدها". [5] الطبري "1/ 20". [6] Enc. Vol. I, P. 325. [7] الطبري "1/ 203 فما بعدها". [8] الطبري "1/ 207 فما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 346