نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 323
أخرى من القرآن الكريم[1].
وقد ذكر الطبري أن شعراء الجاهلية ذكرت في شعرها عادًا وثمود، وأن أمرهما كان معروفًا عند العرب في الشهرة قبل الإسلام، وأن من يظن أن الجاهليين لم يكونوا يعرفون عادًا أو ثمودًا فإنه على وهم وخطأ[2].
ويظهر من ورود ذكر "ثمود" في مواضع متعددة من القرآن، لترهيب "الكفار" من العاقبة التي آلت إليها حالة "ثمود" بعد أن استحبّوا العمى على الهدى، واستمروا بطغواهم كما استمر طغيان "فرعون"[3] وقوم "مدين"[4] وغيرهم ممن ذكرناهم، أن الجاهليين كانوا يعلمون مصير ثمود ومصير عاد الذي كان من نوع مصير ثمود[5]، وأنهم كانوا يعرفون منازلهم كالذي يظهر بجلاء من الآية: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ} [6] معرفة جيدة، ولم يعيّن القرآن الكريم موضع منازل "ثمود"، وإنما يظهر من آية: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} [7]، أن مواضعهم كانت في مناطق جبلية، أو في هضبات ذات صخور. وقد ذكر المفسرون أن معنى "جابوا الصحر" قطعوا صخر الجبال واتخذوا فيها بيوتا[8]، وأن "الواد" هو وادي القرى. فتكون مواضع ثمود في هذه الأماكن. وقد عين أكثر الرواة "الحجر" على أنه ديار ثمود، وهو قرية بوادي القرى. وقد زارها بعض الجغرافيين وعلماء البلدان [1] سورة الأعراف 7، الآية 73، سورة هود11، الآية 61، 68، 95، سورة الإسراء، 17، الآية 59، سورة الشعراء، 26، الآية 141، سورة النمل، 27 الآية 45، سورة الذاريات 51، الآية 43، سورة القمر، 54، الآية 23، سورة البروج 85، الآية 18، سورة الفجر 89، الآية 9، سورة الشمس 91، الآية 11. [2] الطبري "1/ 232"، طبعة دار المعارف"، الكامل، لابن الأثير"1/ 50"، نهاية الأرب "2/ 292". [3] سورة البروج 85، الآية 18. [4] سورة هود11، الآية 95. [5] سورة فصلت 41، الآية 13. [6] سورة العنكبوت 29، الآية 38. [7] سورة الفجر 89، الآية 9. [8] الكشاف، للزمخشري "4/ 209"، تفسير الطبري "30/ 113"، روح المعاني، للألوسي "30/ 124".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 323