نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 312
التي اشتهرت في الجاهلية بكونها شر بئر في الأرض، ماؤها أسود منتن، تتصاعد من جوفها صيحات مزعجة، وتخرج منها روائح كريهة، ولذلك تصور الناس أنها موضع تتعذب أرواح الكفار فيه[1].
ويذهب السياح الذين زاروا هذا المكان ودرسوه إلى أنه موضع بركان قديم، يظهر أنه انفجر، فأهلك من كان حوله. ويؤيده هذا الرأي ما ورد في الكتب العربية من أنه كان يسمع لهذا المكان أصوات كالرعد من مسافات، وأنه كان يقذف ألوانًا من الحمم يُسمع لها أزيز راعب[2]. ومن هنا نشأت قصة قبر هود، وعذاب عاد في هذا الموضع، على رأي المستشرق "فون كريمر"[3].
ولا يزال هذا الموضع الذي يقال له "قبر هود"، يزار حتى الآن يقصده الناس من أماكن بعيدة في اليوم الحادي عشر من شعبان للزيارة، وربما كان من الأماكن التي كان يقدسها الجاهليون[4].
وفي هذه المناطق آثار مدن بائدة، وقرى جاهلية، وتشاهد كهوف ومغاوِر على حافتي الوادي، وكتابات وصور منقوشة على الصخور تدل كلها على أنها كانت من المناطق المأهولة، وأنها تركت لسبب آفات وكوارث طبيعية نزلت بهذه الديار[5].
ورأى نفر من المستشرقين أن هذا المكان الذي فيه قبر "هود" هو الموضع الذي سماه الكتّاب اليونان styx أو stygis، والذي زعم الرومان أن قبيلتين من قبائل جزيرة "اقريطش" "كريت" وهما قبيلة minos و "رودومانتس" [1] البلدان "2/ 157"، "خير بئر في الأرض زمزم، وشر بئر في الأرض برهوت"، منتخبات "ص7"، "برهوت واد معروف قيل هو بحضرموت، وفي حديث علي عليه السلام: شر بئر في الأرض برهوت. هي بفتح الباء والراء، بئر عميقة بحضرموت لا يستطاع النزول إلى قعرها. ويقال: برهوت بضم الباء وسكون الراء"، اللسان "1/ 143"، "2/ 314". [2] تأريخ حضرموت السياسي "1/ 67".
3 "ويفيض وادي ثوبة إلى بلد مهرة، وحيث قبر هود النبي، صلى الله عليه، وقبره في الكثيب الأحمر، ثم منه في كهف مشرف في أسفل وادي الأحقاف، وهو واد يأخذ من بلد حضرموت إلى بلدة مهرة مسيرة أيام، وأهل حضرموت يزورونه هم وأهل مهرة في كل وقت"، صفة "ص7"،
von kremer, uber die suedarabische sage, s,, 21 [4] تأريخ حضرموت السياسي "1/ 62"، enc,, vol,,i ,,p,, 634. [5] تأريخ حضرموت السياسي "1/ 62، الهلال: الجزء السادس عشر، السنة السادسة، نيسان 1898 "ص605".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 312