نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 300
بأسماء أعيان وردت في التوراة. ولكن عملهم هذا لا يخفى بالطبع على مَن له وقوف على التوراة.
وأكثر هذه الأقوام أقوام متأخرة عاشت بعد الانتهاء من تدوين التوراة، عاشت بعد الميلاد في الغالب، ولعلّ منها مَن عاش إلى عهد غير بعيد عن الإسلام. ثم إن التوراة والكتب اليهودية الأخرى لم تهتم إلا بالشئون التي لها علاقة بالعبرانيين، وهي ليست كتبًا في التواريخ العامة للعالم حتى تكتب عنهم وعن أمثالهم من قبائل. أما بقاء أخبار قوم عاد ومَن كان على شاكلتهم من العرب البائدة في ذاكرة أهل الأخبار، فلأنهم عاشوا بعد الميلاد، وفي عهد غير بعيد عن الإسلام، ومع ذلك، فقد أخذتْ أخبارهم طباع القصص والأساطير.
وقد ذهب بعض أهل الأخبار إلى أن عادًا هي "هدورام" في التوراة[1]. ودليلهم على ذلك اقتران عاد بإرم في الكتب العربية، وبعض القراءات التي قرأت "بعاد إرم" في الآية: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [2] على الإضافة، أو مفتوحتين، أو بسكون الراء على التخفيف، أو بإضافة إرم إلى ذات العماد. وبين "عاد إرم" و "هدورام" تشابه كبير في النطق[3].
ولكن التوراة تشير إلى أن "هدورام" من نسل "يقطان"، أي قحطان في الكتب العربية، وهذا لا يستقيم مع الروايات. ويردّ "جرجى زيدان" على هذا الاعتراض بقوله، "ولعل كاتب سفر الخليقة رأى مقر تلك القبيلة في بلاد اليمن؛ فقال إنها من نسل قحطان، لأن مقام عاد في الأحقاف بين حضرموت واليمن، وكثيرًا ما التبس علماء التوراة في هدورام أو هادرام ومقر نسله، ولم يهتدوا إلى شيء عنه، مع أنهم اهتدوا إلى أماكن أكثر أبناء قحطان، وكلها بجوار الأحقاف، فعاد هي "هدروام" في التوراة. وإما أن يكون كاتب سفر الخليقة أراد بيان القبائل التي سكنت اليمن، وكلها ينسب إلى قحطان، فرأى عاد إرم في جملتها، فجعله من أولاد قحطان وبعبارة أخرى: من القبائل [1] التكوين، الإصحاح العاشر، الآية 27، أخبار الأيام الأول، الإصحاح الأول، الآية 21 الإكليل"8/ 162". [2] سورة الفجر، الآية 6 فما بعدها. [3] الهلال: الجزء الثالث والعشرون، السنة السادسة، آب 189م "ص 890".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 300