responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 226
ولهذا، فإني حين أتحدث عن السامية لا أتحدث عنها على أنها جنس، أي رس صاف بالمعنى "الأنثروبولوجي"، بل أتحدث عنها على أنها مجموعة ثقافية وعلى أنها مصطلح أطلقه العلماء على هذه المجموعة لتمييزها عن بقية الأجناس البشرية؛ فأنا أجاريهم لذلك في هذه التسمية، ليس غير.
إن بحوث العلماء في موضوع السلالات البشرية وفي الأجناس البشرية وفي توزع الشعوب وخصائص ومميزات الأجناس لا تزال بحوثًا قلقة غير مستقرة. ولهذا نجد نتائج بحوثهم في تعريف الجنس وفي صفات الأجناس وفي المسائل الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع مختلفة، ولا سيما أن هنالك عدة أمور تؤثر في حياة الإنسان وفي خصائصه الروحية والجسمية. والنواحي اللغوية وبعض الخصائص الروحية الأخرى، وإن كانت مهمة وضرورية لدراسة الناحية العقلية للإنسان؛ إلا أنها ليس الأسس الوحيدة لتكوين رأي في الأجناس البشرية[1].
فالسامية إذن، بهذا المعنى هي مجرد اصطلاح، قصد به التعبير عن هذه الروابط أو الظواهر التي نراها بين الشعوب المذكورة، أما البحث على أن الساميين جنس من الأجناس بالتعبير الذي يعنيه أهل العلوم من لفظة جنس، فإن ذلك في نظري موضوع لا يسع علماء الساميّات أو علماء التاريخ أن يبتّوا فيه ويصدروا حكمًا في شأنه، لأنه بحث يجب أن يستند إلى تجارب وبحوث مختبرية، وإلى دارسات للشعوب الباقية من السامية، بأن ندرس جماجم قدماء الساميين وعظامهم في جزيرة العرب وفي المواطن الأخرى التي انتشر فيها الساميون، وعند اكتمال مثل هذه الدراسات ووصولها إلى درجات كافية ناضجة يمكن العلماء حينئذ أن يتحدثوا عن السامية من حيث أنها جنس بالمعنى العلمي، أو جنس بالمعنى الاصطلاحي.
هذا وقد عني بعض الباحثين المحدثين بدراسة ما عثر عليه في بعض القبور العادية من عظام، لتعيين أوصافها وخصائصها والجنس الذي تعود إليه، كما قام بعضهم بدراسة أجسام الأحياء وإجراء فحوص عليها وتسجيل قياسات الرءوس

[1] Ralph LInton, The Study of Man, L. H. Dudley Buxton, The Peoples of Asia, London, 1925, Sonia Cole, Races of Man, British Museum, (Natural History) , London, 1965.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست