responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 192
الوافر والسيارات الفارهة وآلات التبريد ووسائل الترف والرفاهية، وبعث فيها الحياة بعد أن كانت خامدة خاملة.
وقد كانت حال هذه السواحل قبل الإسلام أحسن بكثير من حالها في القرن التاسع عشر إلى يوم استنباط البترول في القرن العشرين، بدليل ما نقرؤه في الموارد التأريخية من أسماء مواضع كانت مأهولة، زالت واندثرت، وأسماء قبائل كانت تنزل بها، اضطرتها أحوال قاهرة متعددة متنوعة إلى هجرها، فقلَّ عدد سكانها بالتدريج.
وتعد البحرين من أكثف المناطق في جزيرة العرب. فإن نسبة عدد سكانها بالقياس إلى مساحة أرضها عالية نسبيًّا قبل الإسلام وفي الإسلام. وسبب ذلك هو توافر الماء فيها، واعتمادها على استخراج اللؤلؤ من البحر وعلى صيد السمك الذي يقدم للأهلين المادة الأولى للمعيشة. والماء فيها غير عميق عن سطح الأرض وقد كوّن عيونًا في بعض الأماكن ولهذه المميزات صارت موطنًا للحضر قبل الإسلام بزمن طويل.
وفي جزيرة العرب خامات معادن، ومن الممكن استغلال بعضها استغلالًا اقتصاديًّا، ومن هذه المعادن الذهب. وقد ذكر الجغرافيون العرب أسماء ومواضع عرفت بوجود خام الذهب بها، مثل موضع "بيشة" أو "بيش"، وقد كان الناس يجمعون التبر منه، ويستخلصون منه الذهب[1]. و "ضنكان"، وكان به معدن غزير من التبر[2]، والمنطقة التي بين القنفذة و "مرسي حلج"[3].
ويظهر من المؤلفات اليونانية ومن الكتب العربية أن المنطقة التي بين القنفذة و"عتود"، كانت معروفة بوجود التبر فيها؛ فكان الناس يشتغلون هناك باستخلاص الذهب منه، ولهذا رأى "موريتس" أن هذه المنطقة هي منطقة "أوفير" "OPHIR" التي ورد ذكرها في التوراة على أنها كانت تصدر الذهب[4]. ويشاهد في وادي تثليث على مقربة من "حمضة" وعلى مسافة 183 ميلًا من

[1] البلدان "2/ 333 فما بعدها"، صفة "127، 257"، المسالك والممالك "188" فؤاد حمزة، في بلاد عسير "61 فما بعدها"، MORITZ, S,105.
[2] صفة 120.
[3] Moritz, S. 110, Glaser, Skizze, S. 29.
[4] Hommel, Grundriss, Vol., 1, S., 13, Moritz S., 110.
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست