نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 103
حميري؛ بل لا بد من وجود أخطاء في القراءة وفي التفسير. ولا أريد أن أتجاوز على رجل مشى إلى ربه، فلعلّه كان يحسن قراءة بعض الحروف والكلمات، ويتصور أنه أحسن قراءة النص كله وفهمه؛ فجاء بهذه العبارة. وعلى كلٍ، إن كل الذي جاء في النصوص التي وقفت عليها في كتب الهمداني لا يمكن أن يعطي غير هذا الانطباع، ولعلّنا سنغير رأينا في المستقبل إذا تهيأت لنا نصوص من شأنها أن تغيره.
ويأتي "الهمداني" أحيانًا بأبيات شعر زاعمًا أنها من المسند؛ ففي أثناء كلامه مثلًا على قصر "شحرار" قال: "وفي بعض مساند هذا البنيان بحرف المسند"
شحرار قصر العلا المنيف ... أسسه تبع ينوف
يسكنه القيل ذي معاهر ... تخر قدّامه الأُنوف"1
أما نحن، فلم نعثر حتى اليوم على أية كتابة بالمسند ورد فيها شعر، لا بيت واحد ولا أكثر من بيت. وأما متن البيتين المذكورين، فليس حميريًّا ولا سبئيًّا ولا معينيًّا وليس هو بأية لهجة يمانية أخرى قديمة؛ وإنما هو بعربيتنا هذه، أي بالعربية التي نزل بها القرآن الكريم، نظمه من نظمه من المحدثين بهذه اللغة البعيدة عن لغات أهل اليمن.
أما الباب الذي عقده في الجزء الثامن بعنوان: "باب القبوريات"، فقد استمد مادته من روايات وأخبار "هشام بن محمد السائب الكلبي"[2]، و "ابن لهيعة"[3] و "موهبة بن الدعام" من همدان[4] و "أبي نصر"[5] و "وهب بن منبه"[6] و "كعب الأحبار" و "عبد الله بن سلام"[7]. وقد
1 الإكليل "8/ 66" "طبعة الكرملي". [2] الإكليل "8/ 144، 147، 154 فما بعدها، 177، 196 ومواضع أخرى" "طبع الكرملي". [3] الإكليل "8/ 145، 195". [4] الإكليل "8/ 146". [5] الإكليل "8/ 173". [6] الإكليل "8/ 180" "وقد ذكر القصة كاملة وهب بن منبه في تيجان الملوك"، الإكليل" 8/ 186". [7] الإكليل "8/ 309" "طبعة الكرملي".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي جلد : 1 صفحه : 103