نام کتاب : المختصر في أخبار البشر نویسنده : أبو الفداء جلد : 1 صفحه : 84
خمسة أيام هي في الكنبهارات، زعم زرادشت أن في كل يوم خلق الله تعالى نوعاً من الخليقة، من سماء وأرض وماء ونبات وحيوان وإنس، فتم خلق العالم في ستة أيام.
أمة اليونان
قال أبو عيسى: المنقول عن أصحاب السير من اليونان، أن اليونان نجموا من رجل اسمه اللن ولد سنة أربع وسبعين لمولد موسى النبي عليه السلام، وكان أميرس الشاعر اليوناني موجوداً، في سنة ثمان وستين وخمسمائة لوفاة موسى عليه السلام، وهو تاريخ ظهور أمة اليونان واشتهارهم، ولم يُعلموا قبل ذلك.
قال: وكانوا أهل شعر وفصاحة، ثم صارت فيهم الفلسفة في زمان بخت نصر. قال: وهذا منقول من كتاب كوولبس الذي رد فيه على لليان الذي ناقض الإنجيل، أقول وقد نقل الشهرستاني أن أبيدقليس كان في زمن داود النبي عليه السلام، وكذلك فيثاغورس كان في زمن سليمان بن داود عليه السلام، وأخذ الحكمة من معدن النبوة، وكانت وفاة سليمان بن داود لمضي خمسمائة وثلاث وسبعين سنة من وفاة موسى، وكان أبيدقليس وفيثاغورس فيلسوفين مشهورين من اليونانيين، فقول أبي عيسى إِن الفلسفة إِنما ظهرت من اليونان في زمن بخت نصر، غير مطابق لما نقله الشهرستاني فإِن بخت نصر بعد سليمان بأكثر من أربعمائة سنة.
ومن كتاب ابن سعيد المغربي: أن بلاد اليونان كانت على الخليج القسطنطيني من شرقيه وغربيه إِلى البحر المحيط، والبحر القسطنطيني هو خليج بين بحر الروم وبحر القرم، واسم بحر القرم في القديم بحر نيطش - بكسر النون وياء مثناة من تحتها ساكنة وطاء مهملة لا أعلم حركتها وشين معجمة - قال: واليونان فرقتان: فرقة يقال لهم الإِغريقيون وهم اليونانيون الأول، والفرقة الثانية يقال لهم اللطينيون.
وقد اختلف في نسب اليونان، فقيل أنهم من ولد يافث، وقيل أنهم من جملة الروم من ولد صوفر بن العيص بن يعقوب بن إِبراهيم الخليل عليهما السلام.
وكانت ملوك اليونان المقدم ذكرهم في الفصل الثالث، من أعظم الملوك، ودولتهم من أفخر الدول، ولم يزالوا كذلك حتى غلبت عليهم الروم، حسبما تقدم في ذكر أغسطس، فدخلت اليونان في الروم ولم يبق لهم ذكر.
قال: وكانت بلادهم في الربع الشمالي الغربي، متوسطها الخليج القسطنطيني، وجميع العلوم العقلية مأخوذة عنهم، مثل العلوم المنطقية والطبيعية والإلهية والرياضية، وكانوا يسمون العلم الرياضي جومطريا، وهو المشتمل على علم الهيئة والهندسة والحساب واللحون والإيقاع وغير فلك، وكان العالم بهذه العلوم يسمى فيلوسوفاً، وتفسيره محب الحكمة، لأن فيلو محب وسوفاً الحكمة.
فمن فلاسفتهم ثاليس الملطي، قال أبو عيسى: كان في زمن بخت نصر ومنهم أبيد قليس وفيثاغورس، اللذين تقدم أنهما كانا في زمن داود وسليمان عليهما
نام کتاب : المختصر في أخبار البشر نویسنده : أبو الفداء جلد : 1 صفحه : 84