هذا المجلس بعد عيسى بن مريم أحد غيره» . وأقبل ميسرة إلى خديجة فأخبرها بقول الراهب وقال لها «إني كنت آكل معه حتى نشبع ويبقى الطعام كما هو» . فدعت خديجة بقناع عليه/ رُطب ودعت أختها هالة وهي أم أبي العاص بن الربيع بن عبد العزي بن عبد شمس فدعت النبي صلى الله عليه فأكلوا حتى شبعوا فلم ينقص شيئاً. فقالت له صلى الله عليه وسلم [1] «أخطبني إلى عمي عمرو بن أسد» . وكان شيخاً كبيراً لم يبق من صلب أسد يومئذ سواه. فانطلق هو وحمزة معه إليها. فذبحت شاةً وجعلت له طعاماً. ثم بعثت إلى عمرو فأكل، ثم سقته، فلما أخذ فيه الشراب قالت خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم:
«قل لعمك أبي طالب فليخطبني إليه في هذا المجلس» . فأتاه أبو طالب فخطبها إليه. فلما ذهب عنه السكر، سمع أصواتا. فقال «ما هذا؟» فأخبروه. فقال لخديجة «خدعتني» . فقالت «يا هذا هو والله كفؤك فأتمم ذلك له» . ففعل. وكانت قبله صلى الله عليه وسلم عند أبي هالة هند بن النباش بن زرارة بن وقد ان بن حبيب بن سلامة بن غوى ابن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم. فولدت له هند بن [2] أبي هالة.
ثم خلف عليها بعد أبي هالة، عتيق بن عائذ [3] بن عبد الله بن عمر بن [1] أضيف كلمة «وسلم» أحيانا بخط مختلف بين السطور فى بعض الأوراق فى هذا الباب كله. فتنبه. [2] فى الأصل «بنت أبى هالة» وهو تصحيف. [3] راجع الورقة (156/ ب) حيث «عابد»