حتى نزلوا بهم. فقالت سليح لهم: «إن اقررتم بالخرج وإلا قاتلناكم» .
فأبوا عليهم، فقاتلتهم سليح، فهزموا غسان. ورئيس غسان يومئذ ثعلبة بن عمرو بن المجالد بن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد.
فرضيت غسان بأداء الخرج إليهم. فكانوا يجبونهم لكل رأس دينارا، ودينارا ونصفا، ودينارين في كل سنة على أقدارهم. فلبثوا يجبونهم ما شاء الله حتى قَتلِ جِذع بن عمرو الغساني جابّي سليح وهو سبيط بن المنذر بن عمرو بن عوف بن ضجعم بن حماطة. فتنادِت سليح بشعارها وتنادت غسان بشعارها. فالتقوا بموضع يقال له المحفف [1] . فأبارتهم غسان. وخاف ملك الروم أن يميلوا مع فارس عليه.
فأرسل الى ثعلبة فقال: «أنتم قوم لكم بأس شديد وعدد كثير.
وقد قتلتم هذا الحي وكانوا أشد حيي في العرب وأكثرهم عدة.
وإني جاعلكم مكانهم وكاتب بيني وبينكم كتابا: إن دهِمكم دهم من العرب أمددتكم بأربعين ألف مقاتل من الروم بأداتهم. وإن دهمنا دهم من العرب فعليكم عشرون ألف مقاتل على أن لا تدخلوا بيننا وبين فارس» . فقبل ذلك ثعلبة وكتب الكتاب بينهم. [1] كذا فى الأصل ووافقه تأريخ، اليعقوبي (ج 1، ص 235) وظن مصححه أنه: «المخفق» ، وليس بصحيح فانه فى رمل فى الدهناء فى شرقى جزيرة العرب كما قال ياقوت والمحفف هذا فى الشأم.