فقدم عمير بن سلمى فأخذ أخاه. فبلغ ذلك وجوه بني حنيفة، فأتوه فكلموه. فقال: «والله لا أدعه أو يعفوا [1] عنه جاري» . فأتوا أخا المقتول فأضعفوا له/ الدية. فأبى. فكلمت عميرا أمه وهي ام قرين.
فأبى. ثم أخرج أخاه حتى قطع وادي إليمامة، فربطه إلى نخلة وقال: «أما إذ أبيت أن تعفو أو تأخذ الدية فأمهل حتى أقطع الوادي راجعا، ثم شأنك به ولا أرينك» . فقتله. فقالت أمه:
يَعَدُّ معاذرا لا عذر فيها ... ومن يقتل أخاه فقد ألا ما
(أبو حنبل) جارية بن مر الطائي ثم الثعلبي [2] . وكان من وفائه أن امرء القيس بن حجر الكندي كان جار العامر بن جوين الطائي ثم الجرمي. فقبَّل عامر امرأة امرئ القيس. فأعلمته ذلك. فسار يريد جارية بن مر ليستجيره. فلم يصادفه، وصادف ابنه. فقال له ابنه:
«أنا أجيرك من الناس كلهم إلا من أبي حنبل» . فرضي بذلك وتحول إليه. فلما قدم أبو حنبل رأي كثرة أموال امرئ القيس. وأعلمه ابنه بما شرط له في الجوار. فاستشار في أكله نساءه. فكلهن أشرن عليه بذلك وقلن له: «إنه لا ذمة له عندك» . فخرج أبو حنبل حتى [1] كذا رسم الأصل بالألف. [2] كذا فى الأصل. لعله «الثعلى» . وثعل وثعلبة حيان كبيران معروفان من طىء.