نسكوا لم يسلأوا سمنا، ولم يطبخوا إقطا، ولم يدخروا لبنا، ولم يحولوا بين مرضعة ورضاعها حتى يعافه، ولم يحركوا شعرا ولا ظفرا، ولا يبتنون فى حجهم شعرا ولا وبرا ولا صوفا ولا قطنا، ولا يأكلون لحما، ولا يمسون دهنا، ولا يلبسون إلا جديدا، ولا يطوفون بالبيت إلا فى حذائهم وثيابهم، / ولا يمسون المسجد بأقدامهم تعظيما لبقعته، ولا يدخلون البيوت من أبوابها [1] ، ولا يخرجون إلى عرفات: يقولون:
نحن أهل الله، ويلزمون مزدلفة حتى يقضوا نسكهم، ويطوفون بالصفا والمروة إذا انصرفوا من مزدلفة، ويسكنون في ظعنهم قباب الأدم الحمر.
وكانت الحلة يحرمون الصيد فى النسك ولا يحرمونه في غير الحرم، ويتواصلون في النسك، ويمنح الغنى ماله أو أكثره في نسكه فيسلأ فقراؤهم السمن، ويجتزون من الأصواف والأوبار والأشعار ما يكتفون به، ولا يلبسون إلا ثيابهم التي نسكوا فيها، ولا يلبسون فى نسكهم الجدد ولا يدخلون من باب دار ولا باب بيت، ولا يؤويهم ظل ما داموا محرمين، وكانوا يدهنون، ويأكلون اللحم، وأخصب ما يكونون أيام نسكهم. فإذا دخلوا مكة بعد [1] راجع القرآن سورة (2) آية (189) .