نام کتاب : العرب في صقلية نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 63
الديني والروح القومية، فيحطمون حدود المعاهدات ويتخطون شروطها [1] وكانت مدنهم يحض بعضها بعضا على الثورة فتضطر الجيوش الإسلامية إلى إخضاعها بالقوة، وحينئذ لا تعود الجزية كافية مقنعة للمسلمين؟ ولياج وطبرمين أيام إبراهيم مثال على ذلك؟ بل يصبح أهل هذه المدن أشبه بجماعات العبيد التي لا تملك شيئاً من الحرية. وقد شاع الولاء في المنطقة الإسلامية مثل ولاية مازر. وهذا ما يجعلنا نفهم قول ابن حوقل في الصقليين " والغالب عليه الرعاع. . . وأكثرهم برقجانة وموال يدعون ولاء قوم افتتحوها وقد هلكوا " [2] .
والطبقة الرابعة من الذميين هم العبيد وقد أحدث فيهم الفتح أكبر أثر مباشر وقد رأينا العبيد وكولوني الأرض في العصر البيزنطي وعرفنا سياسة السادة نحوهم والحيف الذي صبه جرجوريو عليهم، فلما شاهد هؤلاء جيوش الفاتحين وجدوا طريقاً للخلاص من قيودهم القديمة، وأملوا أن يجدوا في أسيادهم الجدد قلوباً أرحم ومعاملة ألطف، فنبذوا دينهم القديم، وتملقوا الأسياد الجدد باعتناق دينهم الجديد، ليكلفوا لأنفسهم شيئاً من الرفق في المعاملة. وأصبح الأرستقراطية القدماء ينظرون بحيرة إلى مزارعهم وهي خالية من عبيدهم الآبقين [3] .
وأصبح العبيد في المجتمع الإسلامي طبقة كبيرة وزاد عددهم بكثرة الأسر والسبي والشراء، وهيأ لهم الفتح حرفة جديدة تدر عليهم دخلا معقولا، إذ دخلوا في صفوف الجيش، وكان الفيء لهم موردا من الرزق منظماً، إلا أن الجيش شقى بهم فيما بعد حتى أصبحوا عنصراً خطراً قابلاً للثورة، وتضخم عددهم بعد الفتوحات في قلورية، وأضاف إليهم إبراهيم بعض الذين نفاهم من أفريقية. وفي أيام جعفر بن ثقة الدولة اتحدوا مع البربر وأيدوا علياً أخا جعفر وكان من نتيجة ثورتهم هذه أن قتل العبيد عن آخرهم [4] وهو خبر لا نفهمه إ لا إن [1] Amari: S. D. M.vol.2.p.614 [2] ابن حوقل 1/ 124. [3] Amari: S. D. M. vol.i. p.627 [4] النويري المكتبة ص 443.
نام کتاب : العرب في صقلية نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 63