responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرب في صقلية نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 108
بتعاليق وشروح، فالذي حدث أن هذه كلها فقدت ولم يصلنا منها شئ.
وليس الأمر كذلك في اللغة فقد اشهر فيها علماء أعلام امتدت شهرتهم إلى غير بلدهم كما اجتذبت صقلية إليها فريقاً من مشاهير اللغويين درسوا فيها وأفادوا فمن هؤلاء راوية المتنبي الذي تقدمت الإشارة إليه ومنهم موسى ابن اصبغ المرادي القرطبي الذي طلب علم اللغة في المشرق، ودخل العراق، ولقى ابن دريد، ثم اتخذ صقلية وطناً له، وفيها نظم " المبتدا " في ثمانية آلاف بيت [1] ومن هؤلاء أيضاً صاعد اللغوي فقد اختل حالة بالأندلس وعجز عن ستر ولده وأهله واستأذن الخليفة بالانطلاق عن الأندلس فلم يأذن له خوفاً من أن يهجوه، فخرج مستخفياً سنة 403هـ واتصل بصاحب صقلية وفارق البؤس وراجع النعمة ثم عاد إلى الأندلس ثم انكفا إلى صقلية، ومات بها سنة 410هـ؟ [2] ومن اتصاله بصاحب صقلية نعرف أنه قادم بمدينة بلرم، ولكنا لا نستطيع أن نعرف مدى تأثيره في الدراسات اللغوية أثناء مقامة هنالك.
فإذا ذهبنا نبحث عن جهود صقلية نفسها وجدنا نهضتها اللغوية تعاصر نشاطها في الفقه وألفينا مدرسة ابن البر اللغوي تظهر جانب مدرسة عبد الحق والسمنطاري في الفقه والحديث. إلا أن ابن البر أسس مدرسة في مازر، ثم انتقل إلى بلرم، بينما لم يبارح عبد الحق والسمنط بلرم إلى بلد آخر من صقلية.
وفي المدرسة اللغوية تخرج ابن القطاع وأبو العرب وعمر بن خلف بن مكي الصقلي ومن ثم كانت مدرسة واضحة المعالم لأننا نعرف أصحابها بأعيانهم وببعض آثارهم ونستطيع ان نتصور مبلغ نشاطهم وخطوط اتجاهاتهم. وقد ضم ابن رشيق جهوده إلى جهود هذه المدرسة وقوى فيها الناحية الأدبية النقدية.

[1] السيوطي: بغية الوعاة: 400 والمكتبة الصقلية: 678.
[2] الذخيرة، القسم الرابع الجزء الأول ص 38 - 39 وصاحب صقلية حينئذ هو جعفر ابن ثقة الدولة.
نام کتاب : العرب في صقلية نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست