نام کتاب : العرب في العصور القديمة نویسنده : لطفي عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 358
حين أقام بعض العرب الجنوبيين مستوطناتٍ لهم في الحبشة ابتداء من القرن الأول الميلادي وكانوا بذلك نواة لدولة أكسوم التي قامت في المنطقة[13]. ومثل هذه المستوطنات ابتدأت بالضرورة كمحطات تجارية لتجار العربية الجنوبية ثم نمت واستقرت بعد ذلك لتتحول إلى مدن لها كيانها الخاص ولكن تبقى بينها وبين الأماكن التي انبثقت منها في البداية علاقات مصالح تجارية، كما نتصور أن تكون لها مع هذه الأماكن علاقات أدبية ودينية، كما حدث في حال المستوطنات اليونانية خارج بلاد اليونان، التي تحولت على مدى الزمن إلى مدن يونانية لكل منها كيانها السياسي المستقل القائم بذاته. [13] النص عن سبأ في مجموعة arab ج1، فقرة 779 وفي anet ص283. نصوص أخرى من عهد سرجون يشار فيها إلى السبئيين كقوم يسكنون في الشمال في anet، صفحات 284-286. عن وجود مستوطنات سبئية في الشمال، انظر dussaud: ذاته، ص22، حاشية 4. النصوص المعينية في الجوف والعلا والتعليق عليها بما يثبت وجود مستوطنات معينية في هذه المناطق في wr, صفحات 73-74 و119-120. عن مستوطنات عربية جنوبية في الحبشة راجع، hitti: ذاته، صفحات 56-57.
ب- نظام الحكم:
بعد الحديث عن الأشكال أو التكوينات السياسية التي عرفتها شبه الجزيرة العربية, نلقي نظرة سريعة على النظم السياسية، أو نظم الحكم، التي عرفتها هذه التكوينات. وفي هذا الصدد نستطيع أن نتبين ثلاثة أنواع من هذه النظم, والنوع الأول نراه في النظام السياسي الذي عرفته التكوينات القبلية ونظام الحكم هنا يمكن أن نصفه بأنه نظام رئاسي يقوم على قاعدة شعبية قوامها كل أفراد القبيلة أو التجمع القبلي "في حالة وجود كيان سياسي يضم أكثر من قبيلة" ولكنه مع ذلك يميل إلى الصفة الطبقية أو الأرستقراطية إذا جاز لي أن أستعير تعبيرًا غير عربي.
نام کتاب : العرب في العصور القديمة نویسنده : لطفي عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 358