responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرب في العصور القديمة نویسنده : لطفي عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 165
أو البلد الذي جاء منه المستوطنون في البداية. ومن أمثلة ذلك مدينة جَرَش التي لا تزال قائمة في العربية الجنوبية "الآن في القسم الغربي من المملكة العربية السعودية" وسميَّتها مدينة جرش في الشمال "الآن في المملكة الأردنية"، تقعان على خط القوافل التجارية الذي كان يمتد بين اليمن وسورية، إحداهما على شوطه اليمني والأخرى على شوطه السوري. ومن أمثلتها كذلك المستوطنات التي أقامتها سبأ في الشمال واتخذت واحدة منها على الأقل الاسم ذاته وكانت لها مواقف خاصة بها إزاء محور الدفع والجذب بين الآشوريين في وادي الرافدين ودويلات المنطقة السورية في الغرب في القرن الثامن ق. م. كما نظر إليها الرومان في أواخر القرن الأول ق. م. على أنها كيان قائم بذاته[8].
وفي ضوء هذا كله يبدو أمرا متفقا مع الظروف التي سادت شبه الجزيرة العربية أن تفترض أن قوم قد هاجرت منهم جاليات أقامت لها مستوطنات في شمالي شبه الجزيرة، ثم تعرض القوم الأصليون في الجنوب إلى ظروف الجفاف وظروف مناخية أخرى مصاحبة مثل الأعاصير المدارية العنيفة التي تعرفها المنطقة الاستوائية, والتي قد تستمر أياما عددية متوالية تدمر فيها مناطق بأكملها وتغطيها بالرمال إذا كانت أرض هذه المناطق أرضا رملية[9]. ولنا أن نتصور أن مستوطنات عاد في القسم الشمالي من شبه الجزيرة، التي ابتدأت قليلة وبسيطة في عدد سكانها, لم تلبث أن ازدهرت وتزايد عدد سكانها

[8] عن سبأ الشمالية راجع إشارة النصوص الآشورية إليها في القرن الثامن ق. م. "744-727ق. م" على عهد تجلات بيليسر الثالث في ANET ص283 عن سبأ الشمالية في العصر الروماني راجع: strabo: XVI,4:21.
[9] الإعصار المداري له قوة قد تصل إلى ما بين 200 إلى 300 كيلوطن في الثانية، وهذه قوة خارقة إذا أدخلنا في اعتبارنا أن قنبلة هيروشيما -على سبيل المثال- كانت قوتها 20كيلوطن في الثانية أي 1/10 من القوة المذكورة, جريدة le monde, باريس، 18نوفمبر 1970، ص 23، أعمدة 1-3. عن الأعاصير في القرآن راجع أدناه في هذه الدراسة.
نام کتاب : العرب في العصور القديمة نویسنده : لطفي عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست