responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرب في العصور القديمة نویسنده : لطفي عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 162
التي كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية وألقى أضواء على عديد من جوانبها وسأكتفي هنا، على سبيل المثال لا الحصر، بالإشارة إلى عدد من هذه الجوانب. فقد عرفنا القرآن الكريم بعدد من الأقوام التي كانت موجودة في شبه الجزيرة، فإلى جانب قريش التي كانت موجودة وقت نزوله في أوائل القرن السابع الميلادي -واستمرت بعد ذلك- كانت هناك أقوام أخرى سابقة مثل عاد وثمود وسبأ. وفيما يخص عاد فيشير القرآن الكريم إلى عاد الأولى التي وجدت ثم اندثرت وإلى عاد أخرى اندثرت كذلك. ونحن نستطيع أن نتتبع الإشارة هذه ونستكمل بها ما جاء في مصادر أخرى, فعاد الأولى التي أرسل الله إليها هودًا -عليه السلام- كانت موجودة في جنوبي شبه الجزيرة العربية حسبما نستنتج من ارتباط اسمها بالأحقاف[1], وهي منطقة صحراوية تقع في العربية الجنوبية، كذلك يشير القرآن الكريم في موضعين آخرين إلى وجود آخر لعاد في فترة غير بعيدة قبل نزوله، وفي أحد هذين الموضعين إلى منطقة تنطبق أوصافها على القسم الشمالي الغربي لشبه الجزيرة العربية كمكان لإقامتهم[2]. وإذن فنحن أمام وجودين لقوم عاد في مكانين مختلفين, أحدهما في الجنوب عند الأحقاف والآخر في الشمال الغربي، وفي زمانين مختلفين أحدهما لا نعرفه على وجه التحديد والآخر في وقت غير بعيد قبل نزول القرآن.

[1] عاد الأولى، سورة النجم: 50؛ ارتباط عاد الأولى بالأحقاف، سورة الأحقاف: 21، هذا ورغم أن الأحقاف تعني لغويًّا الكثبان الرملية، أو على حد ما جاء في القاموس المحيط للفيروزآبادي "طبعة القاهرة 1913م" الرمل العظيم المستدير أو المستطيل المشرف "ج3، ص 129" إلا أن الإشارة إليها على طريقة التخصيص في الآية الكريمة تجعل المراد بها هو المكان المسمى بالأحقاف تحديدًا، وهو يقع في القسم الجنوبي الغربي من الربع الخالي في جنوبي شبه الجزيرة.
[2] آثار مساكنها باقية، سورة العنكبوت: 38؛ موقع المنطقة في الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية نستنتجه مع أن قوم عاد كانوا ينحتون في الجبال بيوتا، سورة الأعراف: 74، راجع عن البيوت "الأضرحة" المنحوتة في الجبال الباب الرابع من الآثار والنقوش في هذه الدراسة.
نام کتاب : العرب في العصور القديمة نویسنده : لطفي عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست