نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 492
ب- في العصر الأشورى الوسيط
مدخل
...
ب- في العصر الآشوري الوسيط:
ظل الآشوريون على مهادنتهم الظاهرية للبابليين والكاسيين والميتانيين على التعاقب، حتى تعرضت دولة الميتان لهجمات عنيفة من جيرانها الخاتيين "الحيثيين" خلال القرن الرابع عشر ق. م، وبدأت تضعف تحت ضرباتهم وتخسر سلطانها شيئًا فشيئًا، ففاقت آشور غلى نفسها وظهرت فيها أسرة حاكمة جديدة في الربع الثاني من القرن الرابع عشر ق. م، يسمى عصرها اصطلاحًا باسم العصر الآشوري الوسيط. واستطاعت هذه الأسرة أن تحالف الخاتيين ضد الميتان، وانتقمت لنفسها من هؤلاء الأخارى بهجمات سريعة مخربة "انظر ص493"، واستطاعت في الوقت نفسه أن ترتبط بالأسرة البابلية "الكاسية" برباط المصاهرة، وعلى أساس علاقات الند للند، وأصبحت ضلعًا في مشكلات وراثة العرش في بابل نفسها "راجع490"، ولكن البابليين الكاسيين تقبلوا نشاطها على حذر، وقد أسلفنا بعض شواهد هذا الحذر حين أوفد الآشوريون سفارتهم إلى الفرعون المصري آخناتون فاحتج البابليون الكاسيون على جرأتهم وأصر ملكهم على أنهم لا يزالون من أتباعه "راجع ص490".
باسم "آشور" خلال عهد الفرعون تحوتمس الثالث وذكرت أن أميرها أهدى إليه كمية من اللازورد الحر وأحجارًا كريمة أخرى[1]. ولم يكن الآشوريون أسعد حظًّا مع الميتانيين الذين توسعوا في أرضهم حتى كركوك خلال القرن الخامس عشر. ولهذا اكتفوا حينذاك بنظام دويلات المدن.
واحتفظت مدينة نوزي "إلى الشرق من كركوك" بعدد من لوحات التبني والوصايا والبيوع الآشورية، كتبت باللغة الأكدية وتحتمل نسبتها إلى أواسط الألف الثاني ق. م، ويتعهد المتنبي فيها عادة بضمان نصيب ربيبه في تركته، بحيث يصبح وريثه الشرعي والمسئول عن تماثيل معبودات أسرته، إن لم ينجب ولدًا من صلبه، فإن أنجب ولدًا حقت الأولوية للابن الشرعي وحق له أن يتولى رعاية تماثيل معبودات أسرته، وهنا قد يجعل الموصي لولده الشرعي سهمين من التركة ولربيبه سهمًا واحدًا، أو يجعل لكل منهما سهمًا بشرط أن يختار الابن الشرعي نصيبه بنفسه، وقد يتبنى الرجل زوج ابنته الوحيدة ويحفظ لها ممتلكاته العقارية عن طريقه، وهنا يحذره في وثيقة التبني بحرمانه من الإرث والتبني إذا طلقها، فضلًا عن تغريمه بغرامة كبيرة "تبلغ عادة مينه من الذهب ومينه من الفضة". وقد يكون التبني صوريًّا كذلك يتحايل به صاحب الأرض على بيع أرضه لشخص آخر من غير أسرته، فيتبناه ويهبه أرضه، ولكنه يحفظ حقه عنده بأن يشترط عليه من جهة أخرى أن يتولى إصلاحها لحسابه، ويفرض عليه شرطًا جزائيًّا إن أخل بتعهداته نحوه، وغالبًا ما يكون أجر الإصلاح والشرط الجزائي هما ثمن الأرض[2]. والطريف أن المجتمع الإغريقي قد لجأ إلى ما يشبه هذه الإجراءات بعد قرون طويلة من بدأ الآشوريين بها ليتحايل على تقاليد عدم توريث العقار للابنة وعدم بيعه لفرد من خارج العائلة. [1] Urk. Iv, 668,6; 671, 8. [2] See, Anet, 219-220, And Refrences.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 492