نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 422
الذي أعلن حرب الخلاص باسم رعاته الأرباب إنليل وإنا وجلجميش الذين استنصرهم، وواصلت قواته الزحف من الوركاء وكلاب لستة أيام، وقبضت على نائبي الجوتيين في سومر، ثم هزمت قوات الجوتيين في موقعة فاصلة قرب كركر. وأسرت ملكهم تريكان وأهله بعد أن فر هاربًا إلى بلدة دبروم، وكانت نصوص أوروك قد وصفته بالأفعى وعقرب الجبال الذي نشر العداوة والبغضاء بين أهل سومر[1]. واستحقت أوروك بنصرها نوعًا من اعتراف أغلب المدن السومرية بزعامتها الشكلية، لولا أن الآمال العريضة ما لبثت حتى لعبت برءوس حكامها، فسارعوا باتخاذ لقب الملك العريض، ملك سومر وأكد، قبل أن يستكملوا عدتهم له، وشغلتهم مظاهر السلطان عن مواصلة العمل الجدي، فانفلتت الزعامة الفعلية منهم إلى دولة أور. [1] C.J. Gadd, A Sumerian Reading-Book, 1924, 65-73; S.N. Krame, The Sumerians, 1963, 325-326;
فاضل عبد الواحد: سومر - 1974 ص47 - 57. في دولة أور:
نهضت أور نهضتها ببداية أسرة حكم جديدة أسسها "أورنمو" قبيل القرن الحادي والعشرين ق. م، وعرفت اصطلاحًا باسم أسرة أور الثالثة، وتعاقب على عرش هذه الأسرة خمسة ملوك سعوا إلى استعادة الحكم الموحد، واشتهر منهم إلى جانب مؤسسها أورنمو[1] ولده "شوجلي أو شاخ جي"، وبمجهود هذين الملكين بالذات خضعت كثير من المدن السومرية والأكدية لأور، وذلك مما سمح لملوكها بأن يتلقبوا بمثل لقبي سرجون الأكدي، أي "ملك سومر وأكد"، و"ملك الجهات الأربع" وإن ظل هذا اللقب الأخير بخاصة لقبًا تشريفيًّا أكثر منه لقبًا فعليًّا؛ إذ إنه على الرغم من جهود الملكين وبعض خلفائهما في سبيل توسيع الحدود، واعتراف آشور في الشمال بنفودهم الاسمي، بحيث أقام أهل مدينة إشنونا معبدًا في مدينتهم نسبوه إلى ملك أور "شوسين"[2]، كما أرسل أحد ملوك آشور هدية ثمينة إلى بورسين ملك أور القوي، ملك الأقاليم الأربعة[3]، إلا أن حجم المملكة ظل أقل بكثير مما كان عليه في العصور الأكدي.
وأضافت دولة أور بضعة تجديدات في آفاق السياسة والتشريع ومجالات الصناعة والفن: فأثر لنظم الحكم الداخلية فيها أن مؤسسها أورنمو كان من أقدم مصدري التشريعات المكتوبة المعروفة في تاريخ العراق "بعد تنظيمات أوروكاجينا" حيث عثر على أجزاء من نسختين لتشريعه كتب إحديهما طالب في مدينة أور، وكتب الأخرى، طالب من مدينة نفر بعد وفاة أورنمو بنحو ثلاثة قرون، مما قد يعني أن هذا التشريع [1] Bulletin Of The University, Xvii, No. 2 “1952”; Oirentalia “New Series”, Xxiii, 40 F.; Scientific American Bull., January 1953, Castellino, Az, Xviii, 1957 1-57. [2] S. Moscati, The Face Of The Ancient Orient, 1960, 26. [3] See, Frankfort, The Gimilsin Temple And The Palac Of The Rulers Of Tell-Asmar, Chicago, 1940.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 422