نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 402
ونباتات ورموز تخطيطية. واستحب فنانوها تصوير إخضاع الأبطال الأسطوريين للأسود، واعتادوا على تصوير أولئك الأبطال في هيئات تجمع بين رءوس البشر وأيديهم وبين أجسام وقرون الفحول. ونفذوا أشكالهم بخطوط عامة وزوايا حادة أحيانًا، وبخطوط لينة وزوايا منحنية حينًا آخر[1]. واستبقى بعضهم أسلوب البروكيد وزادوه ثراء بزيادة تزاحم صورة، كما زادوه حلية بترقيش بعض صوره بنقط وخطوط متقاطعة وترصيع عيونها بعجائن ملونة[2]، وذلك مما يعني أنه ما من أسلوب فني كان يستطيع أن يجب أسلوبًا آخر وإن طغى عليه وزاد شيوعًا عنه.
ثم تخففت نقوش أختام المراحل الأخيرة لعصر بداية الأسرات السومري من تقاطع الصور، واستحبت الأشكال الممتلئة ذات الخطوط اللينة، وحاولت أن توفر الفراغات المناسبة حولها وأن تستغل هذه الفراغات في تسيجيل نصوص قصيرة أحيانًا. ومال فنانوها إلى إيثار الواقعية في منظرهم، فقللوا صور الأبطال الخرافيين، وأظهروا إلى جانبهم أبطالًا من البشر صوروهم عراة في أغلب أحوالهم، واهتموا بإبراز تفاصيل الشعور والقرون والأجنحة في صورهم[3].
وواصلت النقوش السومرية سبيلها على رءوس المقامع الرمزية التي اعتاد الحكام وكبار الشخصيات أن يقتنوها في قصورهم أو يهدوها إلى معابد أربابهم لعقد الصلة بين صفة المقاتلة في أنفسهم وبين رعاة الحرب من أربابهم. وعلى سطوح الأواني الحجرية والمعدنية، ومن أمتع ما يستشهد به منها نقوش آنية فضية كبيرة ذات قاعدة نحاسية أهداها اينتيمنا حاكم لجش لمعبود مدينته، ونقش فنانها على سطوحها بضعة مناظر لحيوانات أليفة وكاسرة تسيطر عليها نسور المعبود نين جيرسو ذات رءوس الأسود، ونجح كل النجاح في التعبير عن الحركة الطبيعية لبضع نعاج سمينة "أو بقرات صغيرة" باركة ترفع كل منها ساقها الأمامية وترتكز على حافر ساقها الأخرى استعدادًا للنهوض[4]. واستحب فنان العهد هذه الحركة فكررها على لوحة صغيرة من الطين المشبع بالقار، فصور شاة سمينة "أو بقرة صغيرة" راقدة تهم بالوقوف برفع إحدى قائمتيها الأماميتين. وعبر عن حركة أخرى لطيفة في رمز معبوده فصور نسره المهيب يطأ ظهري أسدين، وهو تصوير معتاد على آثار المعبود نين جيرسو، ولكنه صور الأسدين يتطاولان برأسيهما إلى أطراف جناحي النسر لينهشاها، على خلاف المألوف في تصوير أمثالهما، وبهذا التحوير كفل الفنان الحيوية للوحته على الرغم من خشونة سطحها.
ولا يكاد يفضل هذين النموذجين، في نفس موضوعهما وعصرهما، غير نقوش لوحة مستطيلة مكسوة برقائق النحاس، شكل الفنان سطحها بالنقش البارز على هيئة نسر قائم مهيب برأس أسد يبسط جناحيه [1] Op. Cit., Figs. 14 A-C, 15 A-B; Pl. 36 A-B; Heinrich, Fara, “1931”, Pls. 47 A, 65 C, 49 F., 51 F. [2] Frankfort, Op. Cit., 19, Fig. 9, Pl. 11 B. [3] Ibid, 36-40, Fig. 16, Pl. 40 [4] E. De Sarzec, L. Heuzey, Decouverts En Chaldee, Pl. 43.
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 402