نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 354
بتاح حوتب:
كان بتاح حوتب وزيرًا من القرن الخامس والعشرين ق. م، ومن أقدم أصحاب التعاليم[1]. وفي سياق حديثه صور لولده سبيل الاستقرار في الأسرة قائلًا له: "إذا أصبحت كفئًا كون أسرتك، وأحبب زوجتك في حدود العرف أو عاملها بما تستحق ... ، أشبع جوفها، واستر ظهرها، وعطر بشرتها بالدهن العصر، فالدهن ترياق بدنها ... ، وأسعدها ما حييت، فالمرأة حقل نافع لولي أمرها ... ولا تتهمها عن سوء ظن، وامتدحها تخبت شرها، فإن نفرت راقبها، واستمل قلبها بعطاياك تستقر في دارك، وسوف يكيدها أن تعاشرها ضرة في دارها ... ". [1] Z. Zaba, Les Maximes De Ptahhotep, Prague, 1956.
بدا الموت أمامي اليوم كعبير المر وجلسة تحت ظلة في يوم ريح صر.
بدا الموت أمامي اليوم كتشوق رجل إلى وطنه بعد عدة سنين في الأسر.
وبعد أن أفرغ من تشوقه إلى الموت كما فرغ من قبل من ذكر مبررات ضيقه بالحياة، أكد في نظمه الرابع حياة ما بعد الموت، حيث الثواب وحسن المآب، قائلًا فيما قال:
وأيم الحق، من وصل هناك، سيكون ربًّا يحيا، يرد الشر على من أتاه.
وأيم الحق من وصل هناك سيكون عالمًا بالأمر ولن يصرف عن شكواه لرع إذا ناجاه.
وبهذه التصورات عما بعد الموت، اختتم الرجل حواره، ولم يكن لروحه مأخذ عليها، ولكنها كانت ترى أنه ما من بأس في أن يؤدي واجباته الدينية ويستمتع بالحياة في آن واحد، ثم ينتظر الموت في أجله الطبيعي، وحينئذ تهدأ معه ويلقاها إلى جانبه، فقالت: "دع الشكوى، رفيقي وأخي، وألق بخورك على الجمر، وابتغ الحياة كما قلت لك، ابتعيني ههنا وأقص عنك عالم الموت، فإن بلغت الغرب في أجلك وورى جسدك في التراب، فلسوف أحط معك وحينئذ ننشد الاستقرار معًا".
ثالثا: في أدب النصيحة مدخل
...
ثالثًا: في أدب النصيحة
تكفل بالنصح والتوجيه في مصر القديمة أطراف ثلاثة: آباء مثقفون، ومعلمون من الكهان والمدنيين، ثم أدباء انتحلوا لأنفسهم سمات الآباء تارة وسمات المعلمين تارة سواها: وتفاوتت المستويات الاجتماعية للأطراف الثلاثة، فكان منهم أمراء ووزراء، جنبًا إلى جنب مع أفراد من أواسط الكتاب والكهان، وذلك مما يعني أن الحكمة لم تكن وقفًا على طبقة معينة من الناس دون أخرى، وقد تلاقت سبلهم في ثلاث نواحٍ، وهي: أن أغلبهم نسب نصائحه إلى خبرته الشخصية وتجارب أسلافه أكثر مما نسبها إلى وحي السماء وأوامر الأرباب، وأن كلًّا منهم حاول أن يتجاوب بتعاليمه مع الأوضاع التي ارتضاها الفراعنة لمجتمعه بعد أن ظن فيها القداسة وردها إلى عدالة الأرباب، وأن أغلبهم تحرى الإقناع والتوسط في تكييف أوامره ونواهيه.
وسوف نتخير فيما يلي فقرات قصارًا من هذه التعاليم:
نام کتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق نویسنده : عبد العزيز صالح جلد : 1 صفحه : 354