الإنسان المسلم، وذلك عن طريق التعريف الصحيح بالإسلام، وإنكار السلوكيات المنحرفة والبعيدة عن روح الإسلام في زيادة تشويه صورة الإسلام في الغرب، وفي نفس الوقت يجب على الغرب أيضا أن يحرص على تصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام، والثابتة في وعي الغربيين، والتي يتوارثها جيلا بعد جيل، عن جهل بالإسلام الحقيقي، ومفاهيمه الصحيحة، وروحانياته السامية، ويجب على الدول الغربية؛ حكومات ومؤسسات أهلية، أن تعترف بحق الإنسان المسلم- سواء الذي يعيش في دولة إسلامية أو في دولة أوربية أو أمريكية- في أن يدافع عن عقيدته الإسلامية ويمارسها بحرية؛ فهذا حق أساسي من حقوق الإنسان، يجب أن يحترمه الغربيون، ويحترمون الخصوصيات الدينية والثقافية للمسلمين، خاصة المسلمين المقيمين في الدول الغربية.
ونحن نعتقد أن تصحيح صورة الإسلام المشوهة في الغرب لن يتم إلا عندما يبدأ الغرب في التخلص من أثر الموروث التاريخي في وعيه وعقله عن الإسلام، على الغرب أن ينظر إلى الإسلام بموضوعية وعقلانية، ويطرد من فكره الأنماط المتجمدة عن الإسلام والمسلمين» .
هذه الصورة الشائعة عن الإسلام في الغرب، والتي تحتويها مناهج الدراسة في المدارس والجامعات، والتي تضمنها هذا التقرير، أو هذه الدراسة التي تمت تحت إشراف هيئة دولية، هي هيئة اليونيسكو، هذه الصورة الشائعة عن الإسلام في الغرب هي من غرس المستشرقين المتعصبين منذ ظهر الاستشراق وحتى يوم الناس هذا، ولا سبيل إلى تصحيح هذه الصورة إلا بتغيير المناهج الدراسية في الغرب، فهل الغرب على استعداد أن يقدم على هذه الخطوة؟
أغلب الظن أنه لن يفعلها أبدا؛ لأن الغرب أحرص على بقاء صورة الإسلام مشوهة منه على تصحيحها؛ لأن بقاء الصورة المشوهة هو الذي يجعل أبناءهم يشبون على كره الإسلام والمسلمين واحتقارهم، وهؤلاء الأبناء عندما يصبحون ساسة وقادة يتعاملون مع الإسلام وعالمه من هذه الخلفية الكريهة المشوهة، وهذا ما نلمسه ونشاهده ونراه رأي العين في كل مكان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وبعد؛ هذا هو البحث المتواضع الذي قدمته إسهاما في أعما لهذا الملتقى الدولي، الذي تنظمه كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بجامعة وهران، عن