والخلاصة: أن العداء الغربي عامة والأمريكي خاصة للإسلام والمسلمين دلائله ومظاهره أكثر من العد والحصر. فالغرب أخذ في توسيع حلف الأطلسي وامتداده شرقا- ضم دول أوربا الشرقية إليه- مثل بولندا والمجر وجمهورية التشيك- ما ضرورة ذلك بعد زوال الشيوعية؟ يقولون في الغرب: للوقوف في وجه العالم الإسلامي- المغلوب على أمره الآن- بل إن الرئيس نيكسون يرى ضرورة التحالف مع روسيا ما بعد الشيوعية إذا اقتضى الأمر؛ للوقوف في وجه العالم الإسلامي [1] .
* أهم المشكلات التي يعانيها المسلم المعاصر:
في الصفحات السابقة تحدثنا- بإيجاز شديد- عن سياسة الغرب بقيادة الولايات المتحدة نحو العالم الإسلامي، والتي تراوحت بين التحالف معه إذا كان ذلك في مصلحتها- كما حدث في فترة الحرب الباردة- إلى اعتباره العدو الأول بعد انتهاء تلك الحرب، وظهور ما يسمى بالنظام العالمي الجديد، الذي تنفرد الولايات المتحدة بقيادته والسيطرة عليه. لقد أصبح واقع العالم الإسلامي بعد انتهاء الحرب الباردة أسوأ مما كان عليه أثناءها، ونتيجة لسياسة الغرب ومكائده ضد العالم الإسلامي وإشعال الحروب الأهلية والإقليمية بين دوله وشعوبه، ومحاصرته اقتصاديّا وسياسيّا ليظل دائما ضعيفا مفككا، متخلفا صناعيّا، وسوقا كبيرا للمنتجات الغربية، ونتيجة لهذا كله نرى العالم الإسلامي الآن غارقا في العديد من المشكلات الصعبة، على مختلف الأصعدة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والحقيقة ليس من السهل الحديث عن العالم الإسلامي على اتساعه وتنوعه بأسلوب واحد، أو بمعايير واحدة، فالعالم الإسلامي من حيث المساحة الجغرافية، يشغل حيزا هائلا، فهو يمتد من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلى فرغانة [2] ، فضلا عن هذا فالعالم الإسلامي شديد التنوع من حيث الموقع والمناخ والثروات الطبيعية والسلالات البشرية.. إلخ. «ولقد حاول البعض أن يربط الإسلام بالجفاف والصحاري، ولكن الحقيقة أبعد ما تكون عن هذا؛ فالإسلام يترامى حتى خط الاستواء، عبر بيئات طبيعية [1] راجع كتاب انتهزوا الفرصة (ص 73) وما بعدها. [2] طنجة مدينة مغربية تقع على الساحل الشمالي، وجاكارتا هي عاصمة أندونيسيا وغانة تقع في غرب إفريقيا وفرغانة في آسيا الوسطى، وهذا تعبير يقال للدلالة على سعة العالم الإسلامي من حيث المساحة، وعلى عظم ثرواته، وخارج هذا العالم توجد أعداد هائلة من المسلمين تعيش كأقليات في دول غير إسلامية.