وعقلائهم يعترفون بذلك، ولكن الأصوات العاقلة تضيع وسط الضجيج الإعلامي الكاسح في الغرب ضد الإسلام والمسلمين. يقول أحد الكتاب: «كعادة الإدارة الأمريكية في اتهام بعض الدول العربية والإسلامية بمناسبة وبدون مناسبة بالإرهاب وإيواء جماعات الإرهاب، أعلن مدير المخابرات المركزية الأمريكية منذ أيام، أن هناك 12 دولة تعد للقيام بعمليات اختراق لشبكات المعلومات الأمريكية، وقال- لا فض فوه- في جلسة مغلقة أمام الكونجرس: إن في مقدمة هذه الدول إيران وليبيا والعراق! والمضحك أن بعض المصادر الرسمية الأمريكية أعلنت في الوقت نفسه أنه تم القبض على ثلاثة إسرائيليين بتهمة اختراق شبكات الكمبيوتر لوزارة الدفاع الأمريكي ألا يستحي كبار المسؤولين الأمريكيين حينما يتهمون إيران والعراق وليبيا بمحاولة التجسس على الأمن القومي الأمريكي بينما شاء ربي وربك ورب الكون إظهار الحقيقة، فتم اعتقال الجواسيس متلبسين باختراق شبكات الكمبيوتر الخاصة بالبنتاجون، وكانوا من حلفاء أمريكا الإسرائيليين، ثم كيف بالله يمكن للعراق وليبيا أن تتجسسا على أمريكا وهما تعانيان من الحصار الظالم الذي فرضته أمريكا عليهما منذ سنوات، ولم تعد تربط العراق وليبيا بالولايات المتحدة أية علاقات سوى التجويع والإذلال التي تفرضها أمريكا عليهما بغير وجه حق» [1] .
ومن مظاهر، بل من دلائل العداء الغربي للإسلام احتضان الغرب لكل من يسب الإسلام ونبي الإسلام- عليه الصلاة والسلام- ويهين المقدسات الإسلامية، ويجرح مشاعر المسلمين، والأمثلة على ذلك كثيرة. انظر إلى سلمان رشدي «الهندي الجنسية» المقيم في بريطانيا، كيف احتفى به الغرب وبسط عليه حمايته بعد صدور روايته التافهة- آيات شيطانية- وكيف استقبله الرئيس الأمريكي كلينتون في البيت الأبيض لمدة ساعتين؟! وانظر إلى تسليمه نسرين- البنغالية- وكيف استقبلت في فرنسا من أعوام قليلة استقبال رؤساء الدول؛ لأنها أهانت الإسلام، عقيدة شعبها؟! فحرية الفكر والرأي في أوربا لا تراعى إلا عند ما يكون الهجوم على الإسلام وعلى المقدسات الإسلامية.
في مايو الماضي (1998 م) فجرت الهند خمس تفجيرات نووية وتبعتها باكستان- بعد نحو أسبوعين- بست تفجيرات وهنا انطلقت الدعايا الغربية [1] الأستاذ أحمد الملا. جريدة الأهرام (العدد 41771) الخميس (23/ 7/ 1998 م) .