responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي نویسنده : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 38
خرج الناس جميعا يشيعون جنازته حتى لم يوجد في البصرة من يقيم صلاة العصر، وكذلك كانت نظرة الناس لمحمد بن سيرين وغيره من الموالي. لهذا نرى أن ما نسب لابن إسحاق في ذلك غير صحيح؛ لأنه لو كان في الولاء نقص لعاد عليه هو نفسه.
أما الذي يمكن أن يكون سببا من أسباب الخلاف، فهو كثرة انتقاد ابن إسحاق لعلم مالك، فقد روي عنه أنه كان يقول: «ائتوني ببعض كتب مالك، حتى أبين عيوبه، أنا بيطار كتبه» فلما سمع مالك ذلك حنق على ابن إسحاق، وحمل عليه وسفه علمه.
وقد روى الخطيب البغدادي عن أحد تلاميذ ابن إسحاق؛ وهو عبد الله بن إدريس أنه قال: قلت لمالك بن أنس- وقد ذكر المغازي-: قال ابن إسحاق: أنا بيطارها، فقال: هو قال لك: أنا بيطارها؟ نحن نفيناه من المدينة. ويضيف العلماء سببا آخر للخلاف والجفاء بين ابن إسحاق، والإمام مالك بن أنس، فيقولون: إن ابن إسحاق كان يتهم بالتشيع، فعاداه مالك بن أنس- وهو إمام من أكبر أئمة أهل السنة- من أجل ذلك [1] . وإذا كان ذلك الاتهام صحيحا فمن الجائز أن يكون أيضا وراء الجفاء وعدم المودة بين ابن إسحاق والدولة الأموية. هذا عن الخلاف- وأسبابه- بين ابن إسحاق والإمام مالك بن أنس.
أما خلاف ابن إسحاق مع هشام بن عروة بن الزبير، فترجعه المصادر التي تناولته إلى أن ابن إسحاق كان يروي الحديث عن فاطمة بنت المنذر- زوج هشام بن عروة- فأغضب ذلك هشاما وأثار غيرته وحفيظته، وقال: «متى دخل عليها ومتى سمع منها؟» [2] . ويبدو أن رواية ابن إسحاق عن فاطمة بنت المنذر صحيحة، أكدها سفيان الثوري حين سئل: أكان ابن إسحاق قد جالس فاطمة بنت المنذر وسمع منها؟ فقال: «أخبرني ابن إسحاق أنها حدثته وأنه دخل عليها» [3] . وهذا الخبر في حد ذاته ليس غريبا ولا مستنكرا، إنما الغريب حقّا هو غضب هشام بن عروة من ابن إسحاق، وحملته عليه بسببه، فرواية الرجال عن النساء وقعت وتقع كثيرا، ولم يستغربه أو ينكره أحد من علماء المسلمين، وقد روى الصحابة والتابعون عن أمهات المؤمنين- أزواج النبي صلّى الله عليه وسلم- ولم يستنكر ذلك أحد. بل إن ابن إسحاق نفسه روى عن زوجة أستاذ آخر من أساتذته، وهي فاطمة بنت عمارة الأنصارية زوج عبد الله ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، ولم ينكره ولم يعترض عليه،

[1] انظر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1/ 223، 224) .
[2] انظر الفهرست للنديم (ص 136) .
[3] تاريخ بغداد (1/ 221) .
نام کتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي نویسنده : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست