واقع الإنسان في المجتمعات الإسلامية المعاصرة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، وبعد؛ فإن هذا الملتقى «واقع الإنسان في المجتمعات الإسلامية المعاصرة» الذي ينظمه المعهد العالي الوطني للدراسات الحضارية بوهران يأتي في موعده تماما، فالعالم الإسلامي في مسيس الحاجة إلى من يشخص ويحدد ويصف له أوجاعه وأوضاعه وأحواله من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. إلخ وإلى من يصف له العلاج الناجع، والمحور الأول من محاور هذا الملتقى «واقع الإنسان في المجتمعات الإسلامية المعاصرة» يعد محور التشخيص والتوصيف للعلل والأوجاع التي يعاني منها العالم الإسلامي؛ وبقية المحاور بمثابة وصفات العلاج وتحديد الدواء، كل في مجاله وتخصصه وهذا المحور الأول موضوعه كبير وواسع، وكان وحده يحتاج إلى ملتقى خاص به؛ لأن واقع العالم الإسلامي مرير، ومليء بالمشكلات الصعبة والمعقدة والمتداخلة وتكتنفه أخطار جمة، بعضها خارجي وهو الأخطر والأشد شراسة؛ لأن وراءه قوى عالمية تملك إمكانات هائلة، وهي تكره الإسلام والمسلمين وتكيد لهم كيدا عظيما، وبعض تلك الأخطار داخلي، والأيدي الخارجية فيها ليست خافية، ولا يستطيع باحث بمفرده ولا بحث بذاته أن يغطي جوانب هذا الموضوع الكبير المعقد، والذي يحتاج إلى تخصصات كثيرة حتى يكون الكلام علميّا وموضوعيّا ودقيقا ومفيدا، وأنا لا أستطيع الادعاء بأنني قادر على تغطية موضوع كهذا، وكل ما في وسعي أن أحاول إلقاء الضوء على بعض أوضاع وأحوال واقع العالم الإسلامي في وقتنا الحاضر، ذلك الواقع الذي وصفته في مطلع حديثي وصفا بدهيّا بالمرير- وهو فعلا كذلك- فلا أظن أن العالم الإسلامي مرت به فترة من فترات تاريخه أحس فيها بالمهانة والذلة وضياع الحقوق وفقدان الهيبة، كما يحس الآن، ومن يقول غير ذلك أظنه مغالطا ومجافيا للواقع، وإذا أراد الإنسان أن يضرب أمثلة على ذلك ويقدم نماذج فسيجد مئات الأمثلة والنماذج التي تؤكد ما أقول، هل أضرب أمثلة مما يجري للمسلمين في فلسطين المحتلة؟ أم ما جرى لهم في إقليم كوسوفا أم ... إلخ؟.