responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي نویسنده : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 363
تعود إلى فيه، فإني أراك فتى سديدا، فكن على الخير معينا.
ومضى عنه الفتى، ثم رجع بعد حين وقال: يا فقيه أجابك أمير المؤمنين إلى ما سألت، وأمر بفتح باب الصناعة وانتظارك من قبله، ومنه خرجت إليك، وأمرت بملازمتك مذكرا بالنهوض عند فراغك قال: افعل راشدا وجلس الخصي جانبا حتى أكمل أبو إبراهيم مجلسه كأفسح ما جرت به عادته، غير منزعج ولا قلق، فلما انفضضنا عنه قام إلى داره، فأصلح من شأنه، ثم مضى إلى الخليفة الحكم، فوصل إليه من ذلك الباب، وقضى حاجته من لقائه، ثم صرفه على ذلك الباب، فأعيد إغلاقه على أثر خروجه.
قال ابن مفرج ولقد تعمدنا في تلك العشية إثر قيامنا عن الشيخ أبي إبراهيم المرور بهذا الباب المعهود بإغلاقه بدبر القصر، لنرى تجشم الخليفة له، فوجدناه كما وصف الخصي مفتوحا، وقد حفه الخدم والأعوان منزعجين، ما بين كناس وفراش، متأهبين لانتظار أبي إبراهيم، فاشتد عجبا لذلك، وطال تحدثنا عنه.
ويعلق المقري على الرواية مأخوذا بروعة هذا الكبرياء، فيقول [1] : «هكذا تكون العلماء مع الملوك، والملوك مع العلماء قدس الله تلك الأرواح» ا. هـ.
ليست هذه مجرد حكايات تروى، وإنما هي ترجمة لسلوك ملوك كبار عرفوا قيمة العلم فاحترموا العلماء، وأحلوهم منهم المكان الذي يليق بهم، وبعلمهم.
وبهذا قامت الحضارة وتأثل المجد. وبنفس هذه الروح استقبلت الأندلس أحد أبرز علماء المشرق في اللغة والأدب، وهو أبو علي القالي، هذه كنيته واسمه إسماعيل ابن القاسم، وقد استدعاه الخليفة عبد الرحمن الناصر لعلمه وفضله، وليكون معلما لابنه وولي عهده الحكم المستنصر، وندع الحميدي يروي لنا قصة القالي ومجيئه إلى الأندلس، فيقول [2] : «إسماعيل بن القاسم، أبو علي القالي اللغوي، ولد بمنازجرد من ديار بكر، فنشأ بها، ورحل منها إلى العراق في طلب العمل، فدخل بغداد في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وسمع من أبي القاسم عبد الله بن عبد العزيز البغوي، وأبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن يحيى بن صالح بن عاصم

[1] راجع القصة بتمامها في المقري- نفح الطيب (1/ 176، 177) ، وراجع كذلك خوليان ريبيرا- التربية الإسلامية في الأندلس، أصولها المشرقية وتأثيراتها المغربية، ترجمة د. الطاهر أحمد مكي، دار المعارف القاهرة (1981 م) ، (ص 102- 104) .
[2] جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس (ص 164- 168) .
نام کتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي نویسنده : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست