responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي نویسنده : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 361
إلى المشرق، هذا نموذج تكرر كثيرا [1] .
وإلى جانب هذه الأعداد الكبيرة التي لا يكاد سيلها ينقطع ترحالا إلى المشرق، كان الأمراء أيضا يبعثون بعض رجالهم في مهمات علمية خاصة، كالذي ذكره ابن سعيد عن إرسال الأمير عبد الرحمن الأوسط- ابن الحكم (206- 238 هـ/ 822- 852 م) - عباس بن ناصح إلى العراق في التماس الكتب القديمة فأتاه بالسند هند- وهو من أقدم الكتب التي ترجمت من الهندية إلى العربية، ومنه تعلم العرب الحساب والأعداد الهندية المعروفة- وغيره، وهو أول من أدخلها إلى الأندلس وعرف أهلها بها، ونظر هو فيها [2] .
ثانيا: من الطرق التي سلكها الأمويون في الأندلس للنهوض بدولتهم وبناء حضارة مزدهرة فيها، استقدام علماء من المشرق من المبرزين لنشر علمهم في الأندلس، وهؤلاء أيضا أعدادهم كبيرة، حفلت بها المصادر الأندلسية مثل كتاب تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي الذي كان ينص على من وفد من المشرق إلى الأندلس، فعقب أن يترجم لعلماء الأندلس في آخر كل حرف يقول: ومن الغرباء في هذا الباب: فلان وفلان، ويعد من وفد من المشرق إلى الأندلس والمشرق عنده متسع جدّا، فهو يشمل علماء القيروان وصقلية.. إلخ وإذا رجعنا إلى نفح الطيب للمقري نجد أعدادا هائلة من علماء المشرق الذين رحلوا إلى الأندلس واستوطنوها ونشروا علمهم فيها، ولا شك أن سمعة أمراء بني أمية الطيبة في الأندلس وحبهم للعلم واحترامهم الكبير للعلماء وسخائهم معهم لا شك أن كل ذلك جذب كثيرين من علماء المشرق- وبصفة خاصة من العراق- إلى الأندلس؛ لأنهم أدركوا أن أمراء بني أمية في الأندلس من شدة تنافسهم مع العباسيين في المشرق في مضمار الحضارة والعلوم يبذلون كل ما في وسعهم لإكرام العلماء، فكان من الطبيعي أن يشد هؤلاء رحالهم إلى الأندلس؛ لأن السلطان كما يقال في المثل: «سوق يذهب إليه ما يروج فيه» .
والحق أن إكرام أمراء بني أمية وخلفائهم للعلماء كان شيئا نادرا عز مثاله في غير

[1] راجع ابن بشكوال- كتاب الصلة، (رقم 513) (ص 224، 225) .
[2] راجع ابن سعيد- المغرب في حلى المغرب، تحقيق د. شوقي ضيف دار المعارف القاهرة سنة (1978 م) ، (1/ 45) ، وراجع ترجمة عباس بن ناصح كاملة في نفس المصدر تحت (رقم 22) (ص 324) ، وفي ابن الفرضي، تاريخ علماء الأندلس (برقم 881) (ص 296، 297) .
نام کتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي نویسنده : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    جلد : 1  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست