[2]- عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري [1] :
من علماء الطبقة الثانية من مؤلفي المغازي والسير، وهو مدني- أي من أهل المدينة- وكان جده الأعلى عمرو بن حزم أحد صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقد ولاه الرسول على نجران، وكتب له كتابا حين بعثه، أمره فيه بتقوى الله في أمره كله، ثم أمره بقبض الصدقات وتوزيعها على مستحقيها، وأن يعلمهم القرآن والسنة ويفقههم في الدين. أما جده المباشر، محمد بن عمرو فقد قيل: إن له رؤية- أي: رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلم- توفي (عام 63 هـ) أما أبوه أبو بكر فقد ولي قضاء المدينة المنورة أثناء ولاية عمر بن عبد العزيز عليها من (سنة 87) إلى (سنة 93 هـ) . وذلك في خلافة الوليد ابن عبد الملك ابن مروان (86- 96 هـ) . ثم أصبح واليا على المدينة في خلافة سليمان ابن عبد الملك ابن مروان (86- 99 هـ) . وخلافة عمر بن عبد العزيز (99- 101 هـ) .. وقد عرف بمقدرته الفائقة في رواية الحديث، وكان من الثقات، ولذلك عهد إليه عمر بن عبد العزيز- أثناء خلافته- بجمع أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
يقول عنه الذهبي [2] : «أمير المدينة ثم قاضي المدينة، أحد الأئمة الأثبات وقيل: كان أعلم أهل زمانه بالقضاء» .
وقال عنه الإمام مالك بن أنس: «ما رأيت مثل ابن حزم، أعظم مروءة وأتم حالا، ولا رأيت من أوتي مثل ما أوتي ولاية المدينة والقضاء والموسم» [3] وهو من شيوخ ابن إسحاق.
فعبد الله بن أبي بكر نشأ إذن في بيت علم وقضاء وإمارة، وورث عن أبيه مواهبه، واختص برواية الحديث- خاصة الأحاديث المتصلة بالمغازي- وكان حجة في ذلك وهو أحد مصادر كبار علماء السيرة والمؤرخين، فقد روى عنه ابن إسحاق، ومحمد ابن عمر الواقدي، ومحمد بن سعد- كاتب الواقدي، والطبري. خاصة الروايات التي تتصل بأخبار الرسول في المدينة، ووفود القبائل إلى رسول الله- في عام الوفود- وأخبار تتعلق بحروب الردة. وكانت زوجته فاطمة بنت عمارة راوية للحديث، وكانت تروي عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وعمرة كانت تروي [1] انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبي (5/ 314) . [2] المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسيهما. [3] المصدر السابق، الجزء والصفحة نفسيهما.