ونحيل من يريد الاستزادة عن هذا- بالإضافة إلى كتب الحديث والفقه والسير والمغازي والتاريخ والأدب- إلى كتابين رئيسيين:
الكتاب الأول: كتاب تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية، لأبي الحسن الخزاعي المتوفى (سنة 789 هـ) .
والذي طبعه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة (سنة 1980 م) .
والكتاب الثاني: هو نظام الحكومة النبوية المسمى بالتراتيب الإدارية، لكاتب مغربي هو الشيخ عبد الحي الكتاني، والكتاب مطبوع في دار الكتاب العربي في بيروت بلبنان بدون تاريخ.
* خلفاء الرسول على المدينة أثناء غيابه عنها في غزو أو غيره:
عند ما كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يكون موجودا في المدينة فهو المشرف الأعلى على الأمور كلها وهو الذي يوزع الأعمال على الصحابة- رضوان الله عليهم- كل في مجاله.
وعند ما كان يغيب عنها ولو ليوم واحد، فإنه كان ينيب أحد أصحابه عنه ليتولى إدارة الأمور حتى يرجع، ففي غزوة أحد التي دارت معاركها بالقرب من المدينة فإنه عهد بأمر المدينة لابن أم مكتوم.
وباستعراض الأسماء التي كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يعهد إليها بأمر المدينة أثناء غيابه نجد أنه قلما كان يولي النيابة عنه لشخص واحد أكثر من مرة، ونستنتج من ذلك أنه ربما كان يقصد أن يتيح الفرصة لأكثر من شخص للتدريب والممارسة العملية في مباشرة الحكم والإدارة ليكون هناك العدد الكافي للاضطلاع بحكم الولايات فيما بعد عند اتساع الدولة وهو أمر لم يطل انتظاره.
فمثلا عند خروج الرسول صلّى الله عليه وسلم في غزوة الأبواء- ودان- في ربيع الأول (سنة [2] هـ) استخلف على المدينة سعد بن عبادة [1] .
وفي غزوة بواط في نفس الشهر استخلف سعد بن معاذ [2] .
وفي خروجه لمطاردة كرز بن جابر الفهري في نفس الشهر استخلف زيد بن حارثة [3] .
وفي غزوة ذات العشيرة استخلف أبا سلمة بن عبد الأسد [4] . [1] الطبري (1/ 407) . [2] الطبري (1/ 407) . [3] الطبري (2/ 407) . [4] الطبري (2/ 408) .