وشر المنايا هالك بين أهله ... كهلك الفتاة أيقظ الحي حاضره
بأجيال قبر بدر بن عمرو قتيل بني أسد.
وبحاجر قبر حصن قتيل بني عقيل.
وبقليب قبر حذيفة بن بدر، وهي بالهباءة قتيل بني عبس.
المرتشون في الحكومة في الجاهلية ثلاثة
ضمرة بن ضمرة النهشلي وتحاكم إليه عباد بن أنف الكلب وسبرة ابن عمرو الأسديان، فاسترشى ضمرة عباداً ونفره على سبرة، وأعطاه عباد عشراً من الإبل، فقيل ذلك لسبرة فرجز به فقال:
أنا لمن يسأل عني سبره
ناك أباه ضمرة بن ضمره
في قفرة الهلباء أولى نظره
والأقرع بن حابس المجاشعي تنافر إليه جرير بن عبد الله البجلي وخالد فمدحه جرير ورضخ له رضخة فنفره جريراً على خالد.
ومروان بن زنباع العبسي تحاكم إليه السفاح التغلبي وعمرو بن لأبي فارس مخلد من بني تيم الهل بن ثعلبة. فأهدى إليه عمرو وأطعمه فنفره على السفاح، وكان السفاح أفضل منه، وكان على خيل سلمة بن الحارث يوم قتل أخاه شراحيل بن الحارث يوم الكلاب. وللسفاح يقول الأخطل:
وأخوهما السفاح ظمأ خيله ... حتى وردن جبى الكلاب نهالا
حكماء العرب العدول ثلاثة
هرم بن قطبة الذي يقول فيه الأعشى:
ولا إلى الهرمين في ... بيت الحكومة والصباره
والآخر: خرن بن سنان.
ومعاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب. وكان النعمان بن المنذر اللخمي يجهز لطيمة له إلى عكاظ ويشتري له بها بروداً وحريراً وما يكون فيها ويبعث معها خفيراً، فبعث قرة بن هبيرة القشيري خفيراً على من ليس في دينه في السنة التي عرب فيها النعمان من كسرى فاحتوى عليها حين هرب، فقالت بنو عقيل بن كعب إنها للملك، وقد احتويت عليه ونحن نخاف عاقبة الملوك بجنايتكم فأعطونا بعضه. فقالت بنو قشير بن كعب: ما أنتم وذاك؟ فاقتتلوا ووقعت بينهم دماء، ثم إنهم تراضوا بأحد بني أم البني؛ عامر وطفيل ابني مالك فأتوهما وهما غازيان فوجدوا معاوية ابن مالك حاضراً فقال: ما طلبتكم فإما أن أفصل، وإما أن أحمل فتحاكموا إليه فحكم بينهم ثم حمل عنهم فقال معاوية:
رأيت الصدع من كعب وكانت ... من الشنآن قد دعيت كعابا
سبقت بها قدامة أو سميرا ... ولو دعيا إلى مثل أجابا
سأحملها وتعقلها غني ... وأورث مجدها أبداً كلابا
أعوذ مثلها الحكماء بعدي ... إذا ما الحق في الأشياع نابا
وكان يدعي معوذ الحكماء.
المدركو الأوتار في الجاهلية ثلاثة
سيف بن ذي يزن، وبيهس الفزاري، وقصير صاحب جذيمة.