نام کتاب : الدارس في تاريخ المدارس نویسنده : النعيمي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 159
خامس عشرين شهر رجب درس بالبادرائية القاضي علاء الدين علي بن شريف ويعرف بابن الوحيد الزرعي عوضا عن ابن جهبل توفي في الشهر الماضي وحضر عنده القضاة وجمع من الفقهاء والاعيان انتهى كلامهما ثم ولي تدريسها في سنة إحدى وأربعين الكمال بن الشريشي وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث الناصرية ثم درس بها شيخ الشافعيه ولده شرف الدين ميلاده بحمص سنة تسع بتقديم التاء وعشرين وسبعمائة أخذ العلم عن والده والشيخ شمس الدين بن قاضي شهبة وأضرابهما من مشايخ عصره وقرأ في الاصول والنحو والمعاني والبيان وشارك في ذلك كله مشاركة قوية ونشأ في عبادة وتقشف وسكون وأدب وانجماع عن الناس ودرس بالناصرية في شهر ربيع الاول سنة خمسين نزل له والده عنها كما سيأتي فيها وأستمر يدرس بها إلى حين وفاته وناب للقاضي تاج الدين في أخر عمره ومن بعده درس بالرواحية مدة يسيرة ولازم الاشغال والافتاء واشتهر بذلك وصار هو المقصود بالفتاوي من سائر الجهات وكان يكتب على الفتاوى كتابة حسنة ونقل عن الشيخ زين الدين القرشي أنه قال يقبح علينا أن نفتي مع وجود ابن الشريشي وتخرج به خلق كثير من فقهاء البادرائيه وغيرهم وكتب بخطه أشياء كثيره وكان محببا إلى الناس ليس فيه شيء من الشر بل كله خير كثير وانتهت إليه وإلى رفيقه الشيخ شهاب الدين الزهري[1] رئاسة الشافعية.
قال الحافظ شهاب الدين بن حجي: لازم القاضي تاج الدين وحضر حلقته فاستنابه في الحكم قبل موته بيسير واستمر ينوب عن القضاة التي بعده نحو عشرين سنة وتصدر للاشتغال بالجامع وأفتى وأشتهر بالافتاء وكان ساكنا وقورا قليل الشر ريض الاخلاق ولديه مشاركة حسنة في الاصول والعربيه والادب انتهى توفي رحمه الله تعالى في صفر سنة خمس وتسعين وسبعمائة ودفن بتربتهم في الصالحية مقابل جامع الافرم في السفح ثم درس بها الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الحلبي ثم الدمشقي قاضي كرك نوح على نبينا [1] شذرات الذهب 666: 338.
نام کتاب : الدارس في تاريخ المدارس نویسنده : النعيمي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 159