الى نسخها لا لشيء الا لنسبتها الى المتقدمين، ولما يداخل أهل هذا العصر من حسد من هو في عصرهم ومنافسته على المناقب التي يخص بها، ويعنى بتشييدها وهذه طائفة لا يعبأ بها كبار الناس، وانما العمل على ذوى النظر والتأمل الذين أعطوا كل شيء حقه من العدل، ووفوه قسطه من الحق، فلم يرفعوا المتقدم إذ كان ناقصا، ولم ينقصوا المتأخر إذ كان زائدا، فلمثل هؤلاء تصنف الكتب وتدون العلوم وسنذكر الآن الأمم السبع السالفة في سابق الدهر، ولغاتهم ومواضع مساكنهم وغير ذلك
ذكر الأمم السبع في سالف الزمان ولغاتهم وآرائهم ومواضع مساكنهم وما بانت به كل أمة من غيرها وما اتصل بذلك
قد قدمنا فيما سلف من كتبنا ما قاله الناس في بدء النسل، وتفرقهم على وجه الأرض، وما ذهب اليه كل فريق منهم في ذلك من الشرعيين وغيرهم ممن قال بحدوث العالم وأبى الانقياد الى الشرائع من البراهمة وغيرهم، وما قاله أصحاب القدم في ذلك من الهند والفلاسفة وأصحاب الاثنين من المانوية وغيرهم على تباينهم في ذلك، فلنذكر الآن الأمم السبع ذهب من عنى باخبار سوالف الأمم ومساكنهم الى أن أجل الأمم وعظماءهم كانوا في سوالف الدهر سبعا يتميزون بثلاثة أشياء: بشيمهم الطبيعية، وخلقهم الطبيعية، وألسنتهم فالفرس أمة حد بلادها الجبال من الماهات وغيرها وآذربيجان الى ما يلي بلاد