نام کتاب : البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب نویسنده : ابن عذاري المراكشي جلد : 2 صفحه : 281
حتى ثقل وانصرف في جوف الليل مع بعض غلمانه؛ فخرج إليه معن وأصحابه؛ فلم يكن فيه امتناع لما كان عليه من السُّكر؛ فأخذته السيوف حتى برد، وحز رأسه ويده اليمنى، وحملا إلى ابن أبي عامر سرا. فأظهر ابن أبي عامر الحزن عليه.
وفي سنة 375، جهز المنصور جيشا كثيفا، وبعثه إلى العدوة؛ فحاصر حسن ابن قنون الشريف الحسني. وكان حاول الخروج من الدعوة المروانية؛ واجتمع إليه خلق من أهل الغرب، وظهر أمره؛ فوصله الجيش العرمرم؛ فلم يجد ملجأ إلا الاستسلام للأمان. فأمنه قائد الجيش، وحمله إلى قرطبة مرقبا. فلم يمض ابن أبي عامر أمانه، وأمر بقتله ليلا في الطريق بغيا وتعديا، لأن أمان قائده أمانه؛ فقال من شاهد قتله أن هبت عليهم ريح عاصف في تلك الليلة التي قتل فيها غدرا ذلك الشريف، صبتهم على وجوههم، وسلبتهم أثوابهم، واحتملت رداء حسن المقتول؛ فلم يجدوه، وأظلم عليهم الأفق حتى خافوا على أنفسهم.
وفيها تفرق بنو إدريس في البلاد، وملك ابن أبي عامر الغرب، وأخرج منه من كان بقي به من الأدارسة. فقيل في ذلك (كامل) :
فِيمَا أرَى عَجَبُ لمَن يَعَجَبُ ... جَلتْ مُصِيبَتُنَا وَضَاقَ المَذهَبُ
إنّي لأُكذِبُ مُقلَتَيَّ فيما أرَى ... حتَّى أقولَ غَلِطتُّ فيما أحسَبُ
أيكونُ حيَّا من أُميَّة وَاِحدٌ ... وَبَسُوسُ صَخْمَ المُلكِ هذَا الأحدَبُ
تَمِشي عَسَاكِرُهُم حَوَالَيْ هَودَجٍ ... أعوادُهُ فِيهِنَّ قِردٌ أَشهَبُ
أبَي أُمَيَّة ابن أقمار الدُّجى ... مِنكم وما لوجوهها تَتَغَيَّبُ
ثم قام بعد ذلك في الغرب على ابن أبي عامر زيري بن عطية المغراوي، ونكث طاعته بعد الحب الشديد والولاء الأكيد؛ وطعن على ابن أبي عامر تغلبه
نام کتاب : البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب نویسنده : ابن عذاري المراكشي جلد : 2 صفحه : 281