نام کتاب : البداية والنهاية - ط الفكر نویسنده : ابن كثير جلد : 9 صفحه : 295
عقدة، وإذا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النفس كسلان» . وهذا باب واسع. وقد قال هود فيما أخبر الله عنه: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ 7: 59 ثم قال: وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ 11: 52 وهذه القوة تشمل جميع القوى، فيزيد الله عابديه قوة في إيمانهم ويقينهم ودينهم وتوكلهم، وغير ذلك مما هو من جنس ذلك، ويزدهم قوة في أسماعهم وأبصارهم وأجسادهم وأموالهم وأولادهم وغير ذلك، والله سبحانه وتعالى أَعْلَمُ.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الصمد أنه سمع وهبا يقول:
تصدق صدقة رجل يعلم أنه إنما قدم بين يديه ماله وما خلف مال غيره.
قلت: وهذا كما في الحديث «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ فقالوا: كلنا ماله أحب إليه من مال وارثه، فقال: إن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر» . قال: وسمعت وهبا على المنبر يقول:
احفظوا عنى ثلاثا، إياكم وهوى متبعا، وقرين سوء، وإعجاب المرء بنفسه. وقد رويت هذه الألفاظ في حديث. وقال الإمام أحمد: حدثنا يونس بن عبد الصمد بن معقل حدثنا إبراهيم بن الحجاج قال: سمعت وهبا يقول: أحب بنى آدم إلى الشيطان النؤوم الأكول.
وقال الامام أحمد: حدثنا غوث بن جابر حدثنا عمران بن عبد الرحمن أبو الهذيل أنه سمع وهبا يقول: إن الله عز وجل يحفظ بالعبد الصالح القيل من الناس. وقال أحمد أيضا: حدثنا إبراهيم بن عقيل حدثنا عمران أبو الهذيل من الأنباء عن وهب بن منبه قال: ليس من الآدميين أحد إلا ومعه شيطان موكل به، فأما الكافر فيأكل معه ويشرب معه، وينام معه على فراشه. وأما المؤمن فهو مجانب له ينتظر متى يصيب منه غفلة أو غرة. وأحب الآدميين إلى الشيطان الأكول النؤوم. وقال محمد بن غالب: حدثنا أبو المعتمر ابن أخى بشر بن منصور عن داود بن أبى هند عن وهب. قال:
قرأت في بعض الكتب الّذي أنزلت من السماء على بعض الأنبياء: أن الله تعالى قال لإبراهيم عليه الصلاة والسلام: أتدري لم اتخذتك خليلا؟ قال: لا يا رب، قال: لذل مقامك بين يدي في الصلاة.
وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنَا محمد بن أيوب حدثنا أبو بكر بن عياش عن إدريس ابن وهب بن منبه قال: حدثني أبى قال: كان لسليمان بن داود ألف بيت أعلاه قوارير وأسفله حديد فركب الريح يوما فمر بحراث فنظر إليه الحراث فاستعظم ما أوتى سليمان من الملك، فقال: لقد أوتى آل داود ملكا عظيما، فحملت الريح كلام الحراث فألقته في أذن سليمان، قال: فأمر الريح فوقفت، ثم نزل يمشى حتى أتى الحراث فقال له: إني قد سمعت قولك، وإنما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه مما أقدرنى الله عليه تفضلا وإحسانا منه على، لأنه هو الّذي أقامنى لهذا وأعاننى. ثم قال:
والله لتسبيحة واحدة يقبلها الله عز وجل منك أو من مؤمن خير مما أوتى آل داود من الملك، لأن
نام کتاب : البداية والنهاية - ط الفكر نویسنده : ابن كثير جلد : 9 صفحه : 295