responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 8  صفحه : 156
معاوية بتولية فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثُمَّ مَاتَ فَضَالَةُ فَوَلَّى أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ [1] .
وَكَانَ عَلَى حَرَسِهِ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ الْمُخْتَارُ وَقِيلَ مَالِكٌ، وَيُكَنَّى أَبَا الْمُخَارِقِ - مَوْلًى لِحِمْيَرَ - وَكَانَ مُعَاوِيَةُ أول من اتخذ الحرس، وعلى حجابته سَعْدٌ مَوْلَاهُ وَعَلَى الشُّرْطَةِ قَيْسُ بْنُ حَمْزَةَ، ثم زُميل بْنُ عَمْرٍو الْعُذْرِيُّ، ثُمَّ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ الْفِهْرِيُّ، وَكَانَ صَاحِبَ أَمْرِهِ سَرْجُونُ بْنُ مَنْصُورٍ الرُّومِيُّ.
وَكَانَ مُعَاوِيَةُ أَوَّلَ مَنِ اتَّخَذَ دِيوَانَ الخاتم وختم الكتب [2] .
وَمِمَّنْ ذُكِرَ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ - أَعْنِي سَنَةَ سِتِّينَ - (صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ) بْنِ رخصة بْنِ الْمُؤَمَّلِ بْنِ خُزَاعِيٍّ أَبُو عَمْرٍو، وَأَوَّلُ مَشَاهِدِهِ الْمُرَيْسِيعُ، وَكَانَ فِي السَّاقَةِ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ الذي رماه أهل الإفك بأم المؤمنين فَبَرَّأَهُ اللَّهُ وَإِيَّاهَا مِمَّا قَالُوا، وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ يَنَامُ نَوْمًا شَدِيدًا حَتَّى كَانَ رُبَّمَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَهُوَ نَائِمٌ لَا يَسْتَيْقِظُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ " وَقَدْ قتل صفوان شهيداً.
أبو مسلم الخولاني عبد بن ثُوَب الخولاني مِنْ خَوْلَانَ بِبِلَادِ الْيَمَنِ.
دَعَاهُ الْأَسْوَدُ الْعَنْسِيُّ إِلَى أَنْ يَشْهَدَ أنَّه رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ: لَا أَسْمَعُ، أَشْهَدُ أنَّ محمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، فَأَجَّجَ لَهُ نَارًا وَأَلْقَاهُ فِيهَا فَلَمْ تضرَّه، وَأَنْجَاهُ الله منها فَكَانَ يُشَبَّهُ بِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، ثُمَّ هَاجَرَ فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم قَدْ مَاتَ، فَقَدِمَ عَلَى الصِّدِّيقِ فَأَجْلَسَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُمَرَ وَقَالَ لَهُ عُمَرُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لم يمتني حتى أرى في أمَّة محمَّد مِنْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، وَقَبَّلَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَكَانَتْ لَهُ أَحْوَالٌ وَمُكَاشَفَاتٌ والله سبحانه أعلم.
وَيُقَالُ إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِيهَا النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ مَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ كَمَا سَيَأْتِي إن شاء الله تعالى.
يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَمَا جَرَى فِي أَيَّامِهِ بُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَ أَبِيهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتِّينَ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ، فَكَانَ يَوْمَ بُويِعَ ابْنَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، فَأَقَرَّ نُوَّابُ أَبِيهِ عَلَى الْأَقَالِيمِ، لَمْ يَعْزِلْ أحداً منهم، وهذا من ذكائه.

[1] قال أبو زرعة الدمشقي: جاء بعد فضالة النعمان بن بشير الانصاري ثم بلال بن أبي الدرداء الانصاري وبقي في منصبه إلى وفاة معاوية سنة 60 هـ.
ص 198 - 199 وانظر الذهبي سير أعلام النبلاء ج 2 / 241 والاصابة 3 / 559.
[2] في الطبري 6 / 184 والكامل 4 / 11: وحزم الكتب ولم تكن تحزم.
وديوان الخاتم شبيه بدائرة السجلات أو الارشيف العام في الوقت الحاضر (وانظر العسكري: الاوائل ج 1 / 157.
وقد عين معاوية موظفين مشرفين على هذا الديوان منهم عبد الله بن محصن الحميريّ وقيل عبيد بن أوس الغساني (الطبري 6 / 184 والكامل 4 / 11 وخليفة بن خياط ص 228) .
(*)
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 8  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست