responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 7  صفحه : 351
الحريث [1] بْنِ رَاشِدٍ النَّاجِيِّ كَانَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أيضاً، وكان مع الحريث ثلثمائة رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ بَنِي نَاجِيَةَ - وَكَانَ مَعَ عَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ - فَجَاءَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ يَا عَلِيُّ لَا أُطِيعُ أَمْرَكَ وَلَا أُصَلِّي خَلْفَكَ، إِنِّي لَكَ غَدًا لَمُفَارِقٌ.
فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِذًا تَعْصِي رَبَّكَ وَتَنْقُضُ عَهْدَكَ وَلَا تَضُرُّ إِلَّا نَفْسَكَ، وَلِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ حَكَّمْتَ فِي الْكِتَابِ وَضَعُفْتَ عَنْ قِيَامِ الْحَقِّ إِذْ جَدَّ الْجِدُّ، وَرَكَنْتَ إِلَى الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، فَأَنَا عليك زاري وَعَلَيْكَ [2] نَاقِمٌ، وَإِنَّا لَكُمْ جَمِيعًا مُبَايِنُونَ.
ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَسَارَ بِهِمْ نَحْوَ بِلَادِ البصرة فبعث إليهم مَعْقِلَ بْنَ قَيْسٍ ثُمَّ أَرْدَفَهُ بِخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ الطَّائِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَالدِّينِ وَالْبَأْسِ وَالنَّجْدَةِ - وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْمَعَ لَهُ وَيُطِيعَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا صَارُوا جَيْشًا وَاحِدًا، ثُمَّ خَرَجُوا في آثار الحريث [3] وَأَصْحَابِهِ فَلَحِقُوهُمْ - وَقَدْ أَخَذُوا فِي جِبَالِ رَامَهُرْمُزَ.
قَالَ فَصَفَفْنَا لَهُمْ ثُمَّ أَقْبَلْنَا إِلَيْهِمْ فَجَعَلَ مَعْقِلٌ عَلَى مَيْمَنَتِهِ يَزِيدَ بْنَ مَعْقِلَ [4] ، وَعَلَى ميسرته منجاب بن راشد الضبي، ووقف الحريث [3] فيمن مَعَهُ مِنَ الْعَرَبِ فَكَانُوا مَيْمَنَةً، وَجَعَلَ مَنِ اتَّبَعَهُ مِنَ الْأَكْرَادِ وَالْعُلُوجِ مَيْسَرَةً، قَالَ: وَسَارَ فِينَا مَعْقِلُ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ: عِبَادَ اللَّهِ! لَا تَبْدَأُوا الْقَوْمَ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَأَقِلُّوا الْكَلَامَ، وَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الطَّعْنِ وَالضَّرْبِ، وَأَبْشِرُوا فِي قتالكم بالأجرة إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ مَارِقَةً مَرَقَتْ مِنَ الدِّينِ، وَعُلُوجًا كَسَرُوا الْخَرَاجَ، وَلُصُوصًا وَأَكْرَادًا، فَإِذَا حَمَلْتُ فَشُدُّوا شَدَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ.
ثُمَّ تَقَدَّمَ فَحَرَّكَ دَابَّتَهُ [5] تَحْرِيكَتَيْنِ ثُمَّ حَمَلَ عَلَيْهِمْ فِي الثَّالِثَةِ وَحَمَلْنَا معه جميعنا فَوَاللَّهِ مَا صَبَرُوا لَنَا سَاعَةً وَاحِدَةً حَتَّى وَلَّوْا مُنْهَزِمِينَ، وَقَتَلْنَا مِنَ الْعُلُوجِ وَالْأَكْرَادِ نَحْوًا من ثلثمائة، وفر الحريث [3] منهزماً حتى لحق بأساف [6] - وَبِهَا جَمَاعَةٌ مِنْ قَوْمِهِ كَثِيرَةٌ - فَاتَّبَعُوهُ فَقَتَلُوهُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ بِسَيْفِ الْبَحْرِ، قَتَلَهُ النُّعْمَانُ بْنُ صُهْبَانَ [7] ، وَقُتِلَ مَعَهُ فِي الْمَعْرَكَةِ مِائَةٌ وَسَبْعُونَ رَجُلًا.
ثُمَّ ذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ وَقَعَاتٍ كَثِيرَةً كَانَتْ بين أصحاب علي والخوارج فيها أيضاً ثمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ - يَعْنِي الْمَدَائِنِيَّ - عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ بن عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ الشَّعْبِيُّ: لَمَّا قتل علي أهل النهروان خالفه قوم كثير، وَانْتَقَضَتْ أَطْرَافُهُ وَخَالَفَهُ بَنُو نَاجِيَةَ، وَقَدِمَ ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَانْتَقَضَ أَهْلُ الْجِبَالِ [8] ، وَطَمِعَ أَهْلُ الْخَرَاجِ فِي كَسْرِهِ وَأَخْرَجُوا سَهْلَ بْنَ حُنيف من فارس - وكان عاملا

[1] في الطبري والكامل وفتح ابن الاعثم والتجريد: الخريت.
[2] في الطبري: وعليهم.
[3] في الطبري 6 / 71 المغفل وفي الكامل 3 / 366 فكالاصل.
[4] الخريت، كما تقدم.
[5] في الطبري: رايته وفي الكامل: رأسه.
[6] في الطبري والكامل بأسياف البحر.
[7] في فتوح ابن الاعثم 4 / 78 قتله معقل بن قيس ضربه على أم رأسه فجدله قتيلا.
[8] في الطبري 6 / 71: الاهواز.
(*)
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 7  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست