responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 424
رَجُلًا يُقَالَ لَهُ طَارِقٌ وَكَانُوا يَعْتِرُونَ عِنْدَهُ.
فَلَمَّا ظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْنَا صَوْتًا يَقُولُ يَا بَنِي هِنْدِ بن حرام.
ظهر الحق وأودى صمام وَدَفَعَ الشِّرْكَ الْإِسْلَامُ.
قَالَ فَفَزِعْنَا لِذَلِكَ وَهَالَنَا فَمَكَثْنَا أَيَّامًا.
ثُمَّ سَمِعْنَا صَوْتًا وَهُوَ يَقُولُ: يَا طَارِقُ يَا طَارِقْ.
بُعِثَ النَّبِيُّ الصَّادِقْ، يوحى نَاطِقْ، صَدَعَ صَادِعٌ بِأَرْضِ تِهَامَةْ، لِنَاصِرِيهِ السَّلَامَةْ، وَلِخَاذِلِيهِ النَّدَامَةْ، هَذَا الْوَدَاعُ مِنِّي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةْ.
قَالَ زَمِلٌ فَوَقَعَ الصَّنَمُ لِوَجْهِهِ.
قَالَ فَابْتَعْتُ رَاحِلَةً وَرَحَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي وَأَنْشَدْتُهُ شِعْرًا قُلْتُهُ: إِلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ أَعْمَلْتُ نصها * وكلفتها حزناً وغوراً مِنَ الرَّمْلِ لِأَنْصُرَ خَيْرَ النَّاسِ نَصْرًا مُؤَزَّرًا * وَأَعْقِدُ حَبْلًا مِنْ حِبَالِكَ فِي حَبْلِي وَأَشْهَدُ إن الله لا شئ غَيْرُهُ * أَدِينُ بِهِ مَا أَثْقَلَتْ قَدَمِي نَعْلِي قَالَ فَأَسْلَمْتُ وَبَايَعَتْهُ.
وَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا سَمِعْنَا فَقَالَ: " ذَاكَ مِنْ كَلَامِ الْجِنِّ ".
ثُمَّ قَالَ: " يَا معشر العرب أني رسول الله إليكم وإلى الْأَنَامِ كَافَّةً، أَدْعُوهُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ، وإني رسوله وعبده، وأن تحجوا البيت وتصوموا شَهْرًا مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَمَنْ أَجَابَنِي فَلَهُ الْجَنَّةُ نُزُلَا، وَمَنْ عَصَانِي كَانَتِ النَّارُ لَهُ مُنْقَلَبًا ".
قَالَ فَأَسْلَمْنَا وَعَقَدَ لَنَا لِوَاءً.
وَكَتَبَ لَنَا كِتَابًا
نُسْخَتُهُ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ لِزَمِلِ بْنِ عَمْرٍو وَمِنْ أَسْلَمَ مَعَهُ خَاصَّةً إِنِّي بَعَثْتُهُ إِلَى قَوْمِهِ عَامِدًا [1] فَمِنْ أَسْلَمَ فَفِي حِزْبِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.
وَمَنْ أَبَى فَلَهُ أَمَانُ شَهْرَيْنِ.
شَهِدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ " [2] ثُمَّ قَالَ ابن عساكر: غريب جداً.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ فِي مُغَازِيهِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ - يَعْنِي عَمَّهُ -.
قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ إِنَّهُ ذُكِرَ لِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ هَتَفَ هَاتِفٌ مِنَ الْجِنِّ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ فَقَالَ: قبح الله رأيكم آل فهر * ما أدق الْعُقُولَ وَالْأَفْهَامَ [3] حِينَ تَعْصِي لِمَنْ يَعِيبُ عَلَيْهَا * دِينَ آبَائِهَا الْحُمَاةِ الْكِرَامِ حَالَفَ الْجِنُّ جِنَّ بُصْرَى عَلَيْكُمُ * وَرِجَالَ النَّخِيلِ وَالآطَامِ (4) تُوشِكُ الْخَيْلُ أن تردها تهادى * تقتل القوم في حرام بهام (5)

[1] في مكاتيب الرسول: عامة.
[2] في ترجمته في أسد الغابة والاصابة: ذكرا أنه صلى الله عليه وسلم عقد له لواء على قومه وكتب له كتاباً ولم يزل معه ذلك اللواء حتى شهد به صفين مع معاوية ; وذكر الكتاب في زاد المعاد وذكرت الكتاب في مجموعة الوثائق منقولا عن رسالات نبوية.
لابن القيم.
[3] في دلائل أبي نعيم ص (30) : قبح الله رأي كعب بن فهر * ما أرق العقول والاحلام (4) أي رجال الانصار، والمراد هنا أهل المدينة.
(5) في الدلائل: في بلاد التهام ; أي تهامة.
[*]
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست