نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير جلد : 2 صفحه : 206
قَدْ صَنَعَهَا لِذَلِكَ لِئَلَّا يَمْلِكَ بَعْدَ ذَلِكَ [1] ثم يطلع من شربته [2] تِلْكَ إِلَى حَرَسِهِ وَمَنْ حَضَرَ مِنْ جُنْدِهِ قد أخذ مسواكاً [3] فجعله في فيه لِيُعْلِمَهُمْ أَنَّهُ قَدْ فَرَغَ مِنْهُ حَتَّى بَعَثَ إِلَى زُرْعَةَ [4] ذِي
نُوَاسِ بْنِ تُبَّانِ أَسْعَدَ أَخِي حَسَّانَ وَكَانَ صَبِيًّا صَغِيرًا حِينَ قُتِلَ أَخُوهُ حَسَّانُ ثُمَّ شَبَّ غُلَامًا جَمِيلًا وَسِيمًا ذَا هَيْئَةٍ وَعَقْلٍ فَلَمَّا أَتَاهُ رَسُولُهُ عَرَفَ ما يريد منه فأخذ سكيناً جديداً لَطِيفًا [5] فَخَبَّأَهُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ وَنَعْلِهِ ثُمَّ أَتَاهُ فَلَمَّا خَلَا مَعَهُ وَثَبَ إِلَيْهِ فَوَاثَبَهُ ذُو نُوَاسٍ فَوَجَأَهُ حَتَّى قَتَلَهُ ثمَّ حزَّ رَأْسَهُ فَوَضَعَهُ فِي الْكُوَّةِ الَّتِي كَانَ يُشْرِفُ مِنْهَا وَوَضَعَ مِسْوَاكَهُ فِي فِيهِ ثمَّ خَرَجَ عَلَى النَّاسِ فَقَالُوا لَهُ: ذَا نُوَاسٍ أَرَطْبٍ أَمْ يباس فقال سل نحماس اسْتُرْطُبَانَ ذُو نُوَاسٍ اسْتُرْطُبَانَ لَا بَاسَ [6] فَنَظَرُوا إِلَى الْكُوَّةِ فَاذَا رَأْسُ لَخْنِيعَةَ مَقْطُوعٌ فَخَرَجُوا فِي أَثَرِ ذِي نُوَاسٍ حَتَّى أَدْرَكُوهُ فَقَالُوا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَمْلِكَنَا غَيْرُكَ إِذْ أَرَحْتَنَا مِنْ هَذَا الْخَبِيثِ.
فَمَلَّكُوهُ عَلَيْهِمْ وَاجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ حِمْيَرُ وَقَبَائِلُ الْيَمَنِ فَكَانَ آخِرَ مُلُوكِ حِمْيَرَ وَتَسَمَّى يُوسُفَ فَأَقَامَ فِي مُلْكِهِ زَمَانًا، وَبِنَجْرَانَ بقايا من أهل دين عيسى بن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الْإِنْجِيلِ أَهْلُ فَضْلٍ وَاسْتِقَامَةٍ مِنْ أَهْلِ دِينِهِمْ لَهُمْ [7] رَأْسٌ يُقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الثَّامِرِ.
ثُمَّ ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ سَبَبَ دُخُولِ أَهْلِ نَجْرَانَ فِي دِينِ النَّصَارَى وأنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ يُقَالَ لَهُ فَيْمَيُونُ (8) كَانَ مِنْ عُبَّاد النصارى بأطراف الشام وكان مجلب الدعوة وصحبه رجل [1] كانت حمير لا تملك من أبناء الملوك من نكح به. [2] في المطبوعة شربته وفي الطبري وابن الاثير وابن هشام: مشربته. [3] في ابن الاثير والطبري وابن هشام: سواكا. [4] في مروج الذهب: يوسف ذو نواس بن زرعة بن تبع الاصفر بن حسان بن كليكرب.
وفي أخبار الدينوري ص 61، اسمه زرعة بن زيد بْنِ كَعْبٍ كَهْفِ الظُّلَمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سهل بن عمرو بن قيس بن جشم وإنما سمي ذا نواس للذؤلبة تنوس على شعره. [5] في الطبري وابن هشام: حديدا لطيفا.
وفي ابن الاثير: لطيفا. [6] في ابن هشام والطبري نخماس.
وفي ابن الاثير نحاس.
والعبارة وردت هكذا في الاصل سل نخماس استرطبان أم يباس وهي غير واضحة وسياق العبارة في الاغاني: " كان الغلام إذا خرج من عند لخنيعة وقد لاط به قطعوا مشافر ناقته وذنبها وصاحوا به: أرطب أم يباس ولما
خرج ذو نواس من عنده وركب ناقة له.
قالوا: ذو نواس أرطب أم يباس؟ فقال: ستعلم الاحراس، است ذي نواس، است رطبان أم يباس ". [7] كذا في الاصل وابن هشام والعبارة فيها خلل واضح، والصواب في الطبري: أهل فضل واستقامة لهم من أهل دينهم رأس، وفي كامل ابن الاثير: على استقامة، لهم رئيس يقال له.. (8) في ابن الأثير أن عبد الله بن الثامر كان أصل النصرانية بنجران.
وفي الطبري أن عبد الله بن الثامر كان موقع أصل ذلك الدين (النصرانية) بنجران.
وقال الدينوري في الاخبار الطوال: أن عبد الله بن التامر ملك النصارى في نجران أبي أن يهود فقتله ذو نواس.
وفي الطبري أن [*]
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير جلد : 2 صفحه : 206