responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 11  صفحه : 369
مُرْجِئَةِ الْمُعْتَزِلَةِ، فِي أَنَّ الْكُفَّارَ لَا يُخَلَّدُونَ في النار، وإنما قالوا ذلك لأن دوام ذلك إنما هو للتشفي ولا مَعْنَى لَهُ هُنَا مَعَ أنَّه قَدْ وَصَفَ نفسه بأنه غفور رحيم، وأنه أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
ثُمَّ شَرَعَ ابْنُ عَقِيلٍ يَرُدُّ
عَلَى ابْنِ بُرْهَانَ.
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: فَكَيْفَ يقبل الجرح مِثْلِ هَذَا! ؟.
ثُمَّ رَوَى ابْنُ الْجَوْزِيِّ بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ بَطَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ الْمُعْجَمَ مِنَ الْبَغَوِيِّ، قَالَ: وَالْمُثْبِتُ مُقَدَّمٌ عَلَى النَّافِي.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ بُرْهَانَ قَالَ: ثنا محمد بن أبي الفوارس روى عن ابْنُ بَطَّةَ عَنِ الْبَغَوِيِّ عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ.
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ " [1] .
قَالَ الْخَطِيبُ: وَهَذَا بَاطِلٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى ابْنِ بَطَّةَ.
قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: والجواب عن هَذَا مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ وُجِدَ بِخَطِّ ابن برهان: ما حكاه الخطيب في القدح في ابن بطة وَهُوَ شَيْخِي أَخَذْتُ عَنْهُ الْعِلْمَ فِي الْبِدَايَةِ، الثَّانِي أَنَّ ابْنَ بُرْهَانَ قَدْ تَقَدَّمَ الْقَدْحُ فِيهِ بِمَا خَالَفَ فِيهِ الْإِجْمَاعَ، فَكَيْفَ قَبِلْتَ الْقَوْلَ فِي رَجُلٍ قَدْ حَكَيْتَ عَنْ مَشَايِخِ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ مُجَابُ الدَّعْوَةِ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْهَوَى.
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مدرك أبو الحسن البردعي، رَوَى عَنْ أَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ كَثِيرَ المال فترك الدنيا وأقبل على الآخرة، فاعتكف في المسجد، وكان كثير الصلاة والعبادة.
فخر الدولة بن بويه علي بن ركن الدولة أبي على الحسن بْنِ بُوَيْهِ الدَّيْلَمِيُّ، مَلِكُ بِلَادِ الرَّيِّ وَنَوَاحِيهَا، وحين مات أخوه مؤيد الدولة كتب إليه الوزير ابن عباد بالإسراع إليه فولاه الملك بعده، وَاسْتَوْزَرَ ابْنَ عَبَّادٍ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ.
تُوُفِّيَ عَنْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، مِنْهَا مُدَّةَ مُلْكِهِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَعَشَرَةُ أَشْهُرٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَتَرَكَ مِنَ الْأَمْوَالِ شَيْئًا كَثِيرًا، مِنَ الذَّهَبِ مَا يُقَارِبُ ثَلَاثَةَ آلَافِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَمِنَ الْجَوَاهِرِ نَحْوًا مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ ألف قطعة، يقارب قيمتها ثلاثة آلاف ألف دينار ذهباً.
وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَوَانِي الذَّهَبِ زِنَتُهُ أَلْفُ أَلْفِ دِينَارٍ، وَمِنَ الْفِضَّةِ زِنَتُهُ ثَلَاثَةُ آلَافِ ألف درهم، كلها آنية، وَمِنَ الثِّيَابِ ثَلَاثَةُ آلَافِ حِمْلٍ، وَخِزَانَةُ السِّلَاحِ ألف حِمْلٍ، وَمِنَ الْفُرُشِ أَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةِ حِمْلٍ، وَمِنَ الأمتعة مما يليق بالملوك شيئاً كثيراً لا يحصر، ومع هذا لم يصلوا ليلة موته إلى شئ مِنَ الْمَالِ وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُ كَفَنٌ إِلَّا ثوب مِنَ الْمُجَاوِرِينَ فِي الْمَسْجِدِ، وَاشْتَغَلُوا عَنْهُ بِالْمُلْكِ حَتَّى تَمَّ لِوَلَدِهِ رُسْتُمَ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَنْتَنَ الْمَلِكُ وَلَمْ يَتَمَكَّنْ
أَحَدٌ مِنَ الْوُصُولِ إِلَيْهِ فَرَبَطُوهُ فِي حِبَالٍ وَجَرُّوهُ عَلَى دَرَجِ الْقَلْعَةِ من نتن ريحه، فتقطع، جزاء وفاقاً.

[1] أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب (17) (*) .
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 11  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست