responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 10  صفحه : 97
عَلَى صَوْتِهِ كُلُّ أَسْوَدٍ فِي الْمَدِينَةِ، وَحَمَلُوا عَلَيْهِمْ حَمْلَةً وَاحِدَةً وَهُمْ ذَاهِبُونَ إِلَى الْجُمْعَةِ، لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، وَقِيلَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ مِنْهَا، فقتلوا من الجند طائفة كثيرة المزاريق وغيرها، وهرب الأمير عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ وَتَرَكَ صَلَاةَ الْجُمْعَةِ.
وكان رؤوس السُّودَانِ: وَثِيقٌ وَيَعْقِلُ وَرُمْقَةُ [1] وَحَدْيَا وَعُنْقُودٌ، وَمِسْعَرٌ، وأبو النار.
فلما رجع عبد الله بن الربيع ركب في جنوده والتقى مع
السودان فهزموه أيضاً فلحقوه بالبقيع فألقى لهم رداءه يشغلهم فيه حَتَّى نَجَا بِنَفْسِهِ وَمَنِ اتَّبَعَهُ، فَلَحِقَ بِبَطْنِ نَخْلٍ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَوَقَعَ السُّودَانُ عَلَى طَعَامٍ لِلْمَنْصُورِ كَانَ مَخْزُونًا فِي دَارِ مروان قد قدم به في البحر فنهبوه ونهبوا ما للجند الذين بالمدينة من دقيق وسويق وغيره، وباعوا ذلك بِأَرْخَصِ ثَمَنٍ [2] .
وَذَهَبَ الْخَبَرُ إِلَى الْمَنْصُورِ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ السُّودَانِ، وَخَافَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ من معرة ذلك، فاجتمعوا وَخَطَبَهُمُ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ - وَكَانَ مَسْجُونًا - فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَفِي رِجْلَيْهِ الْقُيُودُ، فَحَثَّهُمْ عَلَى السَّمْعِ والطاعة للمنصور، وَخَوَّفَهُمْ شَرَّ مَا صَنَعَهُ مَوَالِيهِمْ، فَاتَّفَقَ رَأْيُهُمْ على أن يكفوا مواليهم ويفرقوهم ويذهبوا إِلَى أَمِيرِهِمْ فَيَرُدُّوهُ إِلَى عَمَلِهِ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ، فَسَكَنَ الْأَمْرُ وَهَدَأَ النَّاسُ وَانْطَفَأَتِ الشُّرُورُ، وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَطَعَ يَدَ وَثِيقٍ وَأَبِي النَّارِ وَيَعْقِلَ وَمِسْعَرٍ.
ذِكْرُ خروج إبراهيم بن عبد الله بن حسن بالبصرة كان إبراهيم قد هرب إلى البصرة فنزل في بني ضبيعة من أهل الْبَصْرَةِ، فِي دَارِ الْحَارِثِ بْنِ عِيسَى، وَكَانَ لَا يُرَى بِالنَّهَارِ، وَكَانَ قُدُومُهُ إِلَيْهَا بَعْدَ أَنْ طَافَ بِلَادًا كَثِيرَةً جِدًّا، وَجَرَتْ عَلَيْهِ وَعَلَى أَخِيهِ خطوبٌ شديدةٌ هائلةٌ، وَانْعَقَدَ أَسْبَابُ هَلَاكِهِمَا فِي أوقاتٍ متعددةٍ، ثُمَّ كَانَ آخِرَ مَا اسْتَقَرَّ أَمْرُهُ بِالْبَصْرَةِ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، بَعْدَ مُنْصَرَفِ الْحَجِيجِ.
وَقِيلَ إِنَّ قُدُومِهِ إِلَيْهَا كَانَ فِي مُسْتَهَلِّ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، بَعَثَهُ أَخُوهُ إِلَيْهَا بَعْدَ ظهوره بالمدينة، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ.
قَالَ: وَكَانَ يَدْعُو فِي السِّرِّ إِلَى أَخِيهِ، فَلَمَّا قُتِلَ أَخُوهُ أَظْهَرَ الدَّعْوَةَ إلى نفسه فِي شَوَّالٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، وَالْمَشْهُورُ أَنَّهُ قدمها في حياة أخيه ودعا إلى نفسه كما تقدم والله أعلم.
ولما قدم البصرة نَزَلَ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ زِيَادِ بْنِ حَسَّانَ [3] النبطي، فاختفى عِنْدَهُ هَذِهِ الْمُدَّةَ كُلَّهَا، حَتَّى ظَهَرَ فِي هذه السنة فِي دَارِ أَبِي فَرْوَةَ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ بايعه نميلة بن مرة، وعبد اللَّهِ [4] بْنَ سُفْيَانَ، وَعَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ زِيَادٍ، وعمر بْنَ سَلَمَةَ الْهُجَيْمِيَّ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ يَحْيَى بن حصين الرَّقَاشِيَّ.
وَنَدَبُوا النَّاسَ إِلَيْهِ فَاسْتَجَابَ لَهُ خلقٌ كثيرٌ فَتَحَوَّلَ إِلَى دَارِ أَبِي مَرْوَانَ فِي وسط البصرة، واستفحل أمره، وبايعه

[1] في ابن الاثير 5 / 556: زمعة.
[2] بيع حمل الدقيق بدرهمين، وراوية الزيت بأربعة دراهم (الطبري - ابن الأثير) .
[3] في ابن الاثير 5 / 563: حيان.
[4] في ابن الأثير، وفي الطبري 9 / 247: عفو الله.
(*)
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 10  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست