responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 10  صفحه : 43
السفاح، وهو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
قَالَهُ أَبُو مَعْشَرٍ وَهِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: فِي جُمَادَى الْأُولَى مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
ذِكْرُ مَقْتَلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْإِمَامِ
قَدْ ذَكَرْنَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ أَنَّ مَرْوَانَ اطَّلَعَ عَلَى كِتَابٍ مِنْ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ، يَأْمُرُهُ فِيهِ بِأَنْ لَا يُبْقِي أَحَدًا بِأَرْضِ خُرَاسَانَ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِالْعَرَبِيَّةِ إِلَّا أَبَادَهُ، فَلَمَّا وَقَفَ مَرْوَانُ عَلَى ذَلِكَ سَأَلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فَقِيلَ لَهُ هُوَ بِالْبَلْقَاءِ، فَكَتَبَ إِلَى نَائِبِ دِمَشْقَ أن يحضره فبعث نائب دمشق بريداً وَمَعَهُ صِفَتُهُ وَنَعْتُهُ [1] ، فَذَهَبَ الرَّسُولُ فَوَجَدَ أَخَاهُ أَبَا الْعَبَّاسِ السَّفَّاحَ، فَاعْتَقَدَ أَنَّهُ هُوَ فَأَخَذَهُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ لَيْسَ بِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ أَخُوهُ، فَدَلَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَأَخَذَهُ وَذَهَبَ مَعَهُ بأم ولد له كان يُحِبُّهَا، وَأَوْصَى إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَكُونَ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِهِ أَخُوهُ أَبُو العبَّاس السَّفاح، وَأَمَرَهُمْ بالمسير إلى الكوفة،
فارتحلوا من يومهم إليها، مِنْهُمْ أَعْمَامُهُ السِّتَّةُ وَهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ، وَدَاوُدُ، وَعِيسَى، وَصَالِحٌ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، بَنُو عَلِيٍّ، وأخواه أبو العبَّاس السَّفاح، ومحمد ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَابْنَاهُ مُحَمَّدٌ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ ابْنَا إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامِ الْمَمْسُوكِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
فَلَمَّا دَخَلُوا الْكُوفَةَ أَنْزَلَهُمْ أَبُو سَلَمَةَ الْخَلَّالُ دَارَ الْوَلِيدِ بْنِ سَعْدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَكَتَمَ أَمْرَهُمْ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنَ القواد والأمراء، ثمَّ ارتحل بهم إلى موضع آخر، ثم لم يزل ينقلهم من مكان إلى مكان حَتَّى فُتِحَتِ الْبِلَادُ.
ثُمَّ بُويِعَ لِلسَّفَّاحِ.
وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْإِمَامُ فَإِنَّهُ سِيرَ بِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ مَرْوَانَ بن محمد وهو بحرَّان فحبسه، وَمَا زَالَ فِي السِّجْنِ إِلَى هَذِهِ السَّنَةِ، فَمَاتَ فِي صَفَرٍ مِنْهَا فِي السِّجْنِ، عَنْ ثمان وأربعين سنة.
وقيل إنه غمّ بمرققة وُضِعَتْ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى مَاتَ عَنْ إِحْدَى وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ بهلول [2] ابن صَفْوَانَ، وَقِيلَ إِنَّهُ هُدِمَ عَلَيْهِ بَيْتٌ حَتَّى مَاتَ، وَقِيلَ بَلْ سُقِيَ لَبَنًا مَسْمُومًا فَمَاتَ [3] ، وَقِيلَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامَ شَهِدَ الْمَوْسِمَ عَامَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ، وَاشْتَهَرَ أَمْرُهُ هُنَالِكَ لَأَنَّهُ وَقَفَ فِي أُبَّهَةٍ عَظِيمَةٍ، وَنَجَائِبَ كَثِيرَةٍ، وَحُرْمَةٍ وَافِرَةٍ، فَأَنْهَى أَمْرَهُ إِلَى مَرْوَانَ وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أبا مسلم يدعو النَّاس إليَّ هذا ويسمونه الخليفة، فعبث إِلَيْهِ فِي الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقَتَلَهُ فِي صَفَرٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، وَهَذَا أصح مما تقدم: وقيل إنه إنما أخذه مِنَ الْكُوفَةِ لَا مِنْ حُمَيْمَةِ الْبَلْقَاءِ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَدْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ هَذَا كِرِيمًا جَوَادًا له فضائل وفواضل، وروى الحديث عن أبيه عن جده، وَأَبِي هَاشِمٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحنفية، وعنه أخواه عبد الله السفاح، أبو جعفر عبد الله المنصور، وأبو

[1] انظر حاشية 4 صفحة 36.
[2] في الطبري 9 / 133: المهلهل.
[3] في مروج الذهب 3 / 296: جعلوا رأسه في جراب كان معهم فيه نورة مسحوقة (خليط من الكلس والزرنيخ) فاضطرب ساعة ثم خمد.
وفي رواية في الطبري 9 / 132: قال بعضهم لم يقتل مات بالطاعون.
(*)
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير    جلد : 10  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست