خلافة محمد المنتصر بن الْمُتَوَكِّلِ
قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ تَمَالَأَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ عَلَى قَتْلِ أَبِيهِ، وَحِينَ قُتِلَ بُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ فِي اللَّيْلِ، فَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ مِنْ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ رَابِعَ شَوَّالٍ أُخِذَتْ لَهُ الْبَيْعَةُ مِنَ الْعَامَّةِ وَبَعَثَ إِلَى أَخِيهِ الْمُعْتَزِّ فَأَحْضَرَهُ إِلَيْهِ فَبَايَعَهُ الْمُعْتَزُّ، وَقَدْ كَانَ المعتز هو ولي العهد من بعد أبيه [4] ، ولكنه أكرهه وخاف فَسَلَّمَ وَبَايَعَ.
فَلَمَّا أُخِذَتِ الْبَيْعَةُ لَهُ كَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنَّهُ اتَّهَمَ الْفَتْحَ بْنَ خَاقَانَ عَلَى قَتْلِ أَبِيهِ، وَقُتِلَ الْفَتْحُ أَيْضًا، ثُمَّ بَعَثَ الْبَيْعَةَ لَهُ إِلَى الْآفَاقِ [5] .
وَفِي ثَانِي يَوْمٍ مِنْ خِلَافَتِهِ وَلَّى الْمَظَالِمَ لِأَبِي عَمْرَةَ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشم فقال الشاعر: [1] في ابن الاثير ومروج الذهب: الماخورية. [2] قال ابن خلكان 1 / 350 عن الدولابي: دفن هو والفتح بن خاقان ولم يصل عليهما. [3] في مروج الذهب 4 / 98: قتل وهو ابن 41 سنة كانت خلافته أربع عشرة سنة وتسعة أشهر وتسع ليال (الوفيات 1 / 350) . [4] أخذ المتوكل على الله البيعة لاولاده سنة 235: المنتصر ثم المعتز ثم المؤيد (انظر الطبري وابن الاثير حوادث سنة 235 ومروج الذهب 4 / 100 و 155 وقد تقدم ذلك في كتابنا انظر حوادث 235 هـ) . [5] نسخة كتاب البيعة في الطبري 11 / 71.
(*)
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير جلد : 10 صفحه : 388