خلافة عبد الله المأمون بن الرشيد هارون
لما قتل أخوه محمد فِي رَابِعِ صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ ومائة وقيل في المحرم، استوسقت البيعة شرقاً وغرباً للمأمون: فَوَلَّى الْحَسَنَ بْنَ سَهْلٍ نِيَابَةَ الْعِرَاقِ وَفَارِسَ وَالْأَهْوَازِ وَالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَالْحِجَازِ وَالْيَمَنِ، وَبَعَثَ نُوَّابَهُ إِلَى هَذِهِ الْأَقَالِيمِ، وَكَتَبَ إِلَى طَاهِرِ بْنِ الحسين أَنْ يَنْصَرِفَ إِلَى الرَّقَّةِ لِحَرْبِ نَصْرِ بْنِ شَبَثٍ، وَوَلَّاهُ نِيَابَةَ الْجَزِيرَةِ وَالشَّامِ وَالْمَوْصِلِ وَالْمَغْرِبِ.
وَكَتَبَ إِلَى هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ بِنِيَابَةِ خُرَاسَانَ.
وفيها حج بالناس العباس بن عيسى الهاشمي. وفيها توفي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ.
ويحيى القطان [1] .
فهؤلاء الثلاثة سادة العلماء في الحديث والفقه وأسماء الرجال. [1] سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم الكوفي الحافظ شيح الحجاز ونزيل مكة مات وله احدى وتسعون سنة أعلم الناس بالتفسير والسنن وروى عنه الأعمش وابن جريج وشعبة والشافعي وابن المبارك وأحمد وخلق.
عبد الرحمن بن مهدي البصري اللؤلؤي، أبو سعيد الحافظ، ركن من أركان الحديث بالعراق مات ابن ثلاث وستين سنة كان فقيهاً مفتياً عظيم الشأن.
يحيى بن سعيد القطان البصري أبو سعيد مات ابن ثمان وسبعين سنة رُوي عن عطاء بن السائب وحميد وخلق.
(*)
نام کتاب : البداية والنهاية - ط إحياء التراث نویسنده : ابن كثير جلد : 10 صفحه : 265