في هذه السفرة فخرجت من هودجها لحاجة وارتحل القوم فجاءت وليس في المناخ إلا صفوان بن المعطل فاحتملها على راحلته وسار بها فما لحقهم إلّا بعد ما نزلوا وقد خاض الناس وماجوا يتكلمون فيها من مصدق ومكذب قالوا فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أذن لعائشة في الانقلاب إلى أبيها ولا علم لها بشيء مما جرى فروى عنها أنها قالت خرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح بن [1] أثاثه خاله أبي بكر إذ عثرت في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت بئس لعمر الله ما قلت [2] لرجل من المهاجرين شهد بدرا قالت أو ما بلغك الخبر فقلت [لا] فأخبرتني بما تحدث الناس فيه قالت فو الله ما قدرت أن أقضي حاجتي وما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع قلبي قالت وأتى على ذلك شهر ثم دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا عائشة إن كنت قارفت سوءا فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده فقلت والله لا أتوب ولكني أقول كما قال أبو يوسف فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ 12: 18 [1] بنتMS. [2] قالت MS.