أمه أن ترد عليه الطوق فقال جذيمة شب عمرو عن الطوق فذهب كلامه مثلا وكانت بأرض الجزيرة ملكة يقال لها الزباء من قبل صاحب الروم فخطبها جذيمه ونهاه غلام له عن نكاحها يقال له قصير فعصاه ونكحها وقال لا ينكح الملك إلّا الملكة فذهبت مثلا فلمّا دخل بها غدرت به فقتلته فقال غلامه لا يطاع لقصير أمر فذهبت مثلا ثم ملك بعده عمرو بن عدي ابن أخت جذيمة واحتال قصير في الطلب بثأر جذيمة فأمر عمرو حتى جزعه وصلمه ثم خرج هاربا إلى الزباء يشكو عمرا وأنه اتهمه في قتل خاله فضمته الزباء إليها وولته أعمالها ثم سألها أن تبعثه إلى هجر [110] ليأتيها من بضاعتها وتجارتها فأرسلته بمال بعد ما وثقت بناحيته وأمنت غائلته فجاء قصير على الإبل فافتك بها فاقعد رجالا شاكين في السلاح في الصناديق وحمل الصناديق على ظهر الإبل وأقبل قصير بالعير فأشرفت الزباء من فوق قصرها ويقال كانت كاهنة فقالت [رجز]
ما للجمال مشيها وئيدا ... أجندلا يحملن أم حديدا
أم صرفانا باردا شديدا ... أم الرجال جثما قعودا