responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنس الجليل نویسنده : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    جلد : 1  صفحه : 32
الدَّوَابّ فِي نقل الْحَطب لنار إِبْرَاهِيم فَدَعَا عَلَيْهَا إِبْرَاهِيم فَقطع الله نسلها وَقَالَ بعض الْعلمَاء لَو لم يقل الله سُبْحَانَهُ " وَسلَامًا " لأهلكه بردهَا انه لم يبْق فِي ذَلِك الْوَقْت نَار تشتعل بمشارق الأَرْض وَلَا بمغاربها إِلَّا خمدت إِنَّهَا المعنية بالخطب وَكَانَ إِبْرَاهِيم حِين وضع فِي المنجنيق وَرمي بِهِ جردت عَنهُ ثِيَابه وَلم يتْرك روى السَّرَاوِيل فقصد بعض السُّفَهَاء ان ينْزع السَّرَاوِيل عَنهُ فشلت يَدَاهُ وَكَانَ بقيود فَتَلقاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَلم يضرّهُ ألم الْهوى فَلَمَّا اسْتَقر عَليّ الأَرْض إِذْ ذَاك جمر احمر تتلهب وتتوقد فَلم يُؤثر فِيهِ شي من حَرَارَتهَا وَظهر للناظرين الأَرْض الَّتِي سقط عَلَيْهَا مخضرة مونقة وجليسه جليس صَالح حسن الْوَجْه كأحسن مَا رَآهُ رَاء ثمَّ ألبسهُ قَمِيصًا من ثِيَاب الْجنَّة وَفك قَيده وآنسه جليسه رَبك يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول لَك أما علمت إِن النَّار لَا تضر أحبابي؟ لخليل عَلَيْهِ السَّلَام حسبي الله وَنعم الْوَكِيل وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام أول من جرد ثِيَابه فِي سَبِيل الله تَعَالَى فَلذَلِك كَسَاه الله الْمحل قَمِيصًا من الْجنَّة وادخر لَهُ كسْوَة يكتسي بهَا أول الْخلق يَوْم الْقِيَامَة لَك وَهُوَ بمشهد من الْخلق ينظرُونَ إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ قومه وَقد أكْرمه الله بِمَا بِهِ آمن بِاللَّه جمع كثير فِي السِّرّ خوفًا من نمروذ وَخرج إِبْرَاهِيم من مَكَانَهُ وَهُوَ يمشي وفارقه جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَأقبل نَحْو فَأرْسل إِلَيْهِ نمروذ يسْأَله عَن كسوته وَعَن رَفِيقه فَقَالَ لَهُ انه ملك أرْسلهُ فِي وقص عَلَيْهِ قصَّته فَقَالَ لَهُ نمروذ ان إلهك الَّذِي تعبده لَا لَهُ عَظِيم مقرب قربانا إِلَيْهِ وَذَلِكَ لما رَأَيْت من عوته وَقدرته فِيمَا صنع بك حِين أَبيت عِبَادَته فَقرب أَرْبَعَة آلَاف بقرة ثمَّ احترم إِبْرَاهِيم بعد ذَلِك وكف عَنهُ وَقد عذب الله النمرود بإرسال البعوض عَلَيْهِ وعَلى حَاشِيَته وجيوشه فَأكلت وَلم وشربت دِمَاءَهُمْ وتركتهم عظاماً وَدخلت وَاحِدَة مِنْهَا فِي منخر الْملك نمروذ

تَعَالَى (وَيحمل عرش رَبك فَوْقهم يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة) وهم فِي عظم لَا يوصفون ثمَّ خلق الله حول الْعَرْش حَيَّة محدقة بِهِ رَأسهَا من درة بَيْضَاء وجسدها من ذهب وعيناها قوتتان لَا يعلم عظم تِلْكَ الْحَيَّة إِلَّا الله تَعَالَى فالعرش عرش العظمة والكبرياء الْكُرْسِيّ كرْسِي الْجلَال أَو الْبَهَاء لِأَن الله تَعَالَى لَا حَاجَة لَهُ إِلَيْهِمَا فقد كَانَ قبل تكوينهما لَا على مَكَان (خلق الْأَرْضين وَالْجِبَال والبحار) لما أَرَادَ الله خلق الْأَرْضين أَمر الرّيح أَن تضرب المَاء بعضه فِي بعض فَلَمَّا اضْطربَ ازبدا وَارْتَفَعت أمواجه وَعلا بخاره فَأمر الله الزّبد أَن يجمد فَصَارَ يَابسا فَهُوَ الأَرْض فدحاها على وَجه المَاء فِي يَوْمَيْنِ فَذَلِك قَوْله تَعَالَى (قل أئنكم لتكفرون بِالَّذِي خلق الأَرْض فِي يَوْمَيْنِ) ثمَّ أَمر تِلْكَ الأمواج فسكنت فَهِيَ الْجبَال فَجَعلهَا عماد الأَرْض وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (وَجَعَلنَا فِي الأَرْض رواسي أَن تميد بكم فلولاها لماجت الأَرْض بِأَهْلِهَا) وعروق هَذِه الْجبَال مُتَّصِلَة بعروق جبل قَاف وَهُوَ الْجَبَل الْمُحِيط بِالْأَرْضِ ثمَّ خلق الله تَعَالَى سَبْعَة أبحر فأولها مُحِيط بِالْأَرْضِ وَرَاء جبل قَاف وكل بَحر مِنْهَا مُحِيط بالبحر الَّذِي تقدمه وَأما هَذِه الْبحار الَّتِي على وَجه الأَرْض فَإِنَّهَا بِمَنْزِلَة الخليج لَهَا وَفِي تِلْكَ الْبحار من الْخَلَائق وَالدَّوَاب مَا لَا يعلم عدد إِلَّا الله تَعَالَى وَخلق الله تَعَالَى هَذِه الْبحار وَمَا فِيهَا من الدَّوَابّ فِي الْيَوْم الثَّالِث ثمَّ خلق الله تَعَالَى أرزاقها وقدرها فِي الْيَوْم الرَّابِع وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى (وَجعل فِيهَا رواسي من فَوْقهَا وَبَارك فِيهَا وَقدر فِيهَا أقواتها فِي أَرْبَعَة أَيَّام سَوَاء للسائلين) وَهِي سبع أَرضين كل أَرض تلِي الْأُخْرَى وَكَانَت الأَرْض تموج بِأَهْلِهَا كالسفينة تذْهب وتجيء لِأَنَّهُ لم يكن لَهَا قَرَار فأهبط الله ملكا ذَا بهاء عَظِيم وَقُوَّة وَأمره الله أَن يدْخل تحتهَا فيحملها على مَنْكِبه فَأخْرج الله لَهُ يدا فِي الْمشرق ويداً فِي الْمغرب فَقبض على أَطْرَاف الأَرْض وأمسكها

نام کتاب : الأنس الجليل نویسنده : العُلَيْمي، أبو اليُمْن    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست